من يعرف سعيد عبدالغفار الأمين العام للهيئة العامة للرياضة، منذ أن دخل المعترك الرياضي بدءاً من نادي الشباب، مروراً بالتنظيمات التي تعقب النادي، إلى قمة الهرم الرياضي، عضواً ثم أميناً عاماً، يدرك أن الرجل دائماً ما يكون صريحاً يصفه البعض بأنه تصادمي.. وكيف لا؟ والصراحة عادة تكون مزعجة للكثيرين، وصادمة للمتعاملين مع الشأن الرياضي الذي يثار حوله الجدل، خاصة في الإخفاقات المتكررة، في معظم البطولات الرياضية، باستثناء بعض الرياضات الفردية، ذات الاهتمام غير المعتاد، نعرفها جميعاً، ونتغنى بها كلما أخفقنا.
نقاط كثيرة وردت في حديثه المطول مع «الاتحاد» يوم الأحد الماضي، ومحاور عديدة تناولها، بخلاف حديثه عن الموازنة في وقت سابق، وفي أكثر من مناسبة، بأن المصاريف الإدارية تستنزف أكثر من 90%، من موازنة بعض الاتحادات المصروفة من الهيئة العامة للرياضة، الأمر الذي يستوجب إعادة دراستها.
نتفق معه في الكثير من النقاط التي ذكرها في اللقاء، خاصة مطالبة بعض الاتحادات، بعدم سؤالها عن أوجه الصرف، وآلية تسجيل المقيمين، حيث أصبح عبئاً على بعض الأندية من الناحية المالية، لأنها أصبحت بمثابة لاعب أجنبي، وكذلك فئة المواليد لابد من مراقبتها حتى لا نثقل كاهل الأندية مالياً.
ومن الطبيعي أن نتفق ونختلف معه في نقاط الطرح، ولكننا نختلف معه، في أنه بدأ العمل من تحت الصفر، وكأن الهيئة مولود جديد أبصر النور حديثاً، متناسياً بدايات قيام الدولة، وإنشاء الوزارة المختصة للشباب والرياضة، ثم دمجها مع وزارة التربية والتعليم، ثم المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ثم الهيئة العامة للشباب والرياضة، وأخيراً الهيئة العامة للرياضة.. تناوب على رئاستها قيادات وفي أمانتها العامة، رجال قدموا خلاصة تجاربهم لمواصلة المسيرة، وما تحقق لنا من إنجازات إدارية ونتائج في المسابقات محلية ومشاركات خارجية. نعم لم تكن كل المراحل، كما رسمنا معالم طريقها، ولكنها حققت ما سعت إليه، وإن لم تبلغ الكمال، وتحقق الأهداف التي رسمت لها بالآليات التي وضعت والعوائق التي اعترضت مسيرتها، فكل عمل بجد وإخلاص وتفان، وإن لم يحقق المراد، في ظل الإمكانات التي كانت متاحة ومتطلبات المرحلة.
نقول شكراً لسعيد عبدالغفار الأمين العام للهيئة، وشكراً لصراحته وتصديه لكل ملفات الشأن الرياضي، وإن اختلفنا مع بعضها، إلا أنه رجل المرحلة شئنا أم أبينا.