بعد أيام سيبدأ التصويت المبكر لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وسينطلق فصل تشريعي جديد في تاريخ هذا المجلس، القضايا الكثيرة والبرامج الانتخابية كانت مفعمة بالأفكار الجديدة وأيضاً المكررة والمستهلكة.. ولكنهم لم يتطرقوا للرياضة إلا على استحياء.
هل غابت الرياضة لأن من الصعب الخوض في همومها أو تغيير واقعها.. أم أنها ليست من ضمن المواضيع التي تلعب على الوتر الحساس وتلفت الأنظار، وهل هذا الملف منسي فعلا في عقل الغالبية العظمى من البرامج الانتخابية.
الرياضة رسالة الشعوب والرياضة متنفس الجماهير والرياضة حائط أمام كل المشاكل المجتمعية التي تخص الشباب، ولكنها خرجت من نطاق الاهتمام في حملات الترويج رغم وجود كم من المترشحين الدين يعتبرون من ضمن الأسرة الرياضية!
فهل سقطت سهواً حقاً.. أم أنها فعلاً ملف هامشي لا يستحق الحديث عنه أو تقديم التوصيات عليه أو استضافة بعض مسؤوليه كما فعل الأعضاء في السابق مع مختلف المسؤولين في القطاعات الحكومية والخدمية.
الرياضة يصل منتسبوها إلى عشرات الآلاف من الشباب، وبعض الأحداث الرياضية أو القضايا تحمل متابعة كبيرة من قبل الجماهير، ففي الدولة هناك 3 قنوات رياضية متخصصة وتصدر الصحف ما يقارب أربعين صفحة كل صباح وهو ما يؤكد شعبيتها.. ولكنها باتت ملفا باليا عند البعض للأسف!
أغلب الأندية فقدت صفتها الاجتماعية والتنافسية عدا اللاعبين الممارسين بصفة رسمية، والرياضة فقدت أدوارها الثقافية بعد أن كانت الأندية تدعم مختلف الأنشطة ووصلت لتقديم عروض مسرحية في فترات التأسيس.. على أقل تقدير لم يعد للغالبية مكان فيها يمكن أن تقضي وقتك ويومك في فترات المساء كما كان يحدث سابقاً، والرياضة للأسف لم تعد ولادة للإعلاميين فقد تعاقدت معظم الأندية مع شركات الاستشارات الإعلامية لتدير مواقعهم وحساباتهم من دون أن تقدم الفرصة للشباب ليعملوا في الإدارة الإعلامية بشكل تطوعي، فكم من إعلامي ظهر وكبر بعد أن تأسس في ناديه.. فاليوم الأندية منغلقة على نفسها وكأنها وكالات استخبارات شديدة الخصوصية والسرية!
المجلس الوطني دوره حيوي وملفاته كثيرة وواسعة وقدم توصيات فعلية تم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء الموقر، فهل الرياضة باتت طريقاً مليئاً بهذه الكمية من الأشواك كي نتحاشى اقتحامها وفتح ملفاتها تحت قبة البرلمان.. هو أمر مثير للانتباه حقا!
كلمة أخيرة
لكل مرض دواء.. إلا جنون العظمة علاجه «السقوط».