قليلون من يتحدثون أفضل مما نكتب، وأفضل من كثير من المسؤولين والإداريين، ويكشفون عورات الواقع، ويضعون أفكاراً صالحة للتطبيق، لا يختلف عليها اثنان، لدرجة أنك تسأل نفسك: ما الذي يمنع أن نفعل ذلك، وواضح أنه أفضل.
أمس، قرأت هنا - كما تقرؤون- تصريحاً لمعالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان، على الرغم من أنه لم يكن مطولاً إلا أنه كان شديد الاختزال والتركيز، وتحدث في عدة نقاط، تبدو سبيلاً ممكناً وآمناً للقضاء على سلبيات كثيرة في حقل الرياضة الإماراتية التي تراوح نفسها في كثير من الأحيان، وتكرر أخطاءها، رغم المحاولات الحثيثة من آنٍ لآخر، ورغم جهود الهيئة العامة للشباب والرياضة في الفترة الأخيرة.
معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون، أكد أن دولة وصلت إلى الفضاء، يجب أن ترتقي رياضتها أيضاً إلى الفضاء، وتلك أبلغ الرسائل التي وجهها، فلن نقبل مجدداً أحاديث عن اللوائح القديمة التي لم تتغير ولا عن أخطاء ساذجة، ولا عن تفرغ لاعبين موظفين، ولا عن ضعف موازنات .. المفترض أن نحسب بدقة لكل خطوة نخطوها، فقد خطونا 400 كيلومتر في الفضاء.
معاليه، طرح أيضاً فكرة جديرة بالنظر فيها، وهي احتراف رؤساء الاتحادات، من أجل مواكبة التحديات، وقد جربنا التطوع طوال عمرنا، وأعتقد أننا بحاجة إلى أن نجرب الاحتراف، على الأقل لنحاسب عن بينة ودون حياء، فكيف نحاسب من تطوع، واقتطع وقتاً من بيته أو شركته أو هيئته من أجل الاتحاد.. إما أن يكون كاملاً للعبته التي يديرها، وإما أن يتركها لمن يستطيع.
كذلك، على الاتحادات - فعلاً- في دورتها الجديدة أن تطرح كفاءات تحتاج إليها .. كفاءات في الرياضة وفي التسويق وفي الاستثمار والإدارة الرياضية، وغيرها من التخصصات التي ترتقي بالاتحادات والألعاب، بدلاً من تلك الأنماط التي جربناها عقوداً طويلة، وكان أكثر ما تبرع فيه «السوالف».
أتفق مع معالي الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان، في ضرورة الكشف عن أفضل وأسوأ الاتحادات، لكني موقن أن ذلك لن يحدث لأننا غير مؤهلين لذلك، لاعتبارات كثيرة، وربما لو اتخذنا مساراً جديداً قائماً على الاحتراف كيفما كان التطبيق، لن نكون في حاجة لذلك، وعلى كل حال، تبقى النتائج أوضح عنوان لم يضف صدقاً إلى رياضة الإمارات، ومن ينتقص منها، ومن يراوح نفسه، فلا يتقدم ولا يتأخر.

كلمة أخيرة:
فضاء الرياضة لا يحتمل الخطأ .. يقوم على المعادلات والحسابات ولا يعترف بالأعذار والمبررات