العنوان مقولة يرددها دائماً جمهور ليفربول الإنجليزي: «لن تسير وحدك»، ضمن واحدة من أجمل وأروع الأغاني التي ينشدونها دوماً، وفيها أيضاً: سر عبر الرياح.. سر عبر المطر.. حتى لو قُذفت أحلامك وطارت.. سر والأمل في قلبك.. هذه الجماهير هي الأفضل في إنجلترا وفق تصنيف الجماهير، بالرغم مما عانت مع فريقها، ففترة الثمانينيات ليست حاضرة بوهجها وألقابها، وعلى الرغم من ذلك لم تتخل يوماً، وظلت دائماً في المدرجات تغني.
لدينا في دورينا حالة جماهيرية جميلة، لكن في المقابل تبدو بعض الجماهير في حالة مساومة.. إما الفوز وإما الابتعاد.. أحياناً تختفي، ولا أحد يدري هل تعاقب فريقها أو تعاقب نفسها، لكن ما أدريه، وما أعلمه، أن ذلك ليس حال الجماهير. في أي مسابقة، دورياً كانت أو كأساً، أو حتى في «الفريج» بين الأصدقاء، لا بد فيها من فائز وخاسر، ولا يمكن أن يكون الابتعاد إلى حد الغياب التام ثمناً للخسارة، وإلا فالتشجيع ليس حقيقياً.. لا يمكن أن تختفي الجماهير أو تتخلى تماماً عن فريقها، وإن حدث فهي لم تكن وفية حتى وقت النصر. في آخر 15 عاماً تقريباً، لم يفز دورتموند الألماني سوى ببطولة دوري واحدة، وجمهوره مصنف بأنه الأفضل في العالم، وملقب بـ «الجراد الأصفر»، وجماهير أرسنال ذاقت الأمرين من 2004، ولا زالت وفية، وروما الإيطالي حقق آخر بطولة عام 2008، وآخر دوري في 2001، ولا زال من أكبر الأندية الجماهيرية في إيطاليا وأوروبا كلها، وقس على ذلك أتليتيكو مدريد الأسوأ حظاً في العالم بوجوده مع ريال مدريد وبرشلونة في دوري واحد، وسبورتنج لشبونة صاحب آخر دوري في 2002، ونابولي الإيطالي التائه منذ عقود، وسيلتيك الإسكتلندي.. لا أحد يتخلى عن فريقه.. النادي لديهم أكبر وأقرب وأعمق من مباراة أو نتيجة أو بطولة.. الأمر هناك وكأن البيت هو النادي، والمشجع فرد من العائلة التي لا يمكن أن تنتهي العلاقة بينهما بمجرد خسارة مباراة.
لا ننشد قطعاً أداء تلك الجماهير، لكن أن يكون الأمر على النقيض تماماً، فذلك أيضاً أمر غريب.. المسألة بحاجة إلى أكثر من تساؤل، وربما تحتاج إلى دراسة، فإحجام الجماهير عن مباراة محتمل، لكن أن يبدو النادي أحياناً وبسبب خسارة أو أكثر وكأنه غريب.. أن يسير وحده عبر الرياح والمطر دونما أمل في قلبه، فحينها تبدو الكرة شيئاً آخر، لا أعرفه.

كلمة أخيرة:
المدرجات مثل الحياة.. لا يمكن أن نودعها لأنها ليست على هوانا.