ليس مطلوباً من برتقالي عجمان المنافسة على لقب دوري المحترفين، فهذا ليس موجوداً في استراتيجية النادي المعلنة، ولا مكان له في العقل الباطن للمسؤولين عن النادي أو حتى في الأحاديث الخاصة بين مشجعيه، ولا يمكن أن يطالب بهذا الشيء أي إنسان يعي ويعقل، لمجرد أن عجمان بعد مرور 3 جولات من المسابقة يحتل المركز الثالث في جدول الترتيب.
عجمان هو حديث الناس منذ بداية الدوري، فقد جمع بمفرده في 3 مباريات رصيداً من النقاط لم تحققه 5 فرق مجتمعة في المسابقة، والمثير أن من بين هذه الفرق أسماء بحجم الوحدة والوصل والنصر، وهو أحد 4 فرق لم تتعرض للهزيمة حتى الآن، وفي المباراة الأخيرة أمام الوصل تعرض البرتقالي لموقف قد يربك حسابات أي فريق ويخلط أوراق كل مدرب، عندما تلقى لاعبه محمد الشحي البطاقة الحمراء بعد 12 دقيقة من بداية المباراة.
بعدها بدقيقة نشر الحساب الرسمي للنادي في «تويتر» تغريدة جاء فيها «لا بأس يا شباب تذكروا أن النقص يولد القوة»، لم يرتبك الفريق ولم يهتز المدرب، وتمكن لاعبو الفريق بروح قتالية عالية وإصرار مميز من تعويض النقص العددي، فسجلوا هدفاً، وحافظوا على التقدم حتى نهاية المباراة.
كانت تغريدة لها مفعول السحر الحلال، فحلق بها العصفور الأزرق وتحولت إلى روح جميلة سرت في أجساد اللاعبين، لم يقرأ اللاعبون التغريدة ولكنها وصلت لهم بطريقة ما، وكأنه تواصل فريد من نوعه، مرجعيته الثقة الكبيرة والروح العالية، وهي مستمدة من الاستراتيجية الدقيقة والمرسومة والتي وضعها الشيخ راشد، مبنية على الكفاح والعطاء والإصرار وروح الفريق الواحد.
ذلك الدعم اللامحدود والمتابعة القريبة من سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس نادي عجمان هو الذي جعل إدارة النادي بقيادة خليفة الجرمن تعمل في أجواء مثالية للغاية، وأرضية شديدة الوضوح، فقد أعلنها الجرمن بصراحة وواقعية قبل بداية الموسم أن فريقه لا يملك الإمكانات المادية والفنية للمنافسة على اللقب، ولكنه ينشد الاستقرار والبقاء.
ما زال الوقت مبكراً للأحكام، ومنطقياً لن ينافس عجمان على لقب الدوري، ولكنه سيقاتل في سبيل أهدافه، والقائمون على العمل في عجمان يعرفون ماذا يريدون، وينفذون استراتيجيتهم الخاصة بنجاح باهر، ويعملون باحترافية لا تجدها في أندية يفترض أنها كبيرة وعريقة ومرشحة للمنافسة، ما زلنا في البداية وفي قادم الأيام المزيد من الأحداث وقصص سوف تروى، عن إدارة واقعية ومدرب مجتهد وفريق عنيد وعن عجمان، حيث النقص يولد القوة.