بالتأكيد تأخذ الشعوب من تجارب بعضها بعضاً، وتستفيد من نجاحات الآخرين، خاصة إذا كانت البيئة واحدة فمثلاً لا يمكننا قياس التجربة اليابانية على بلادنا، لأن كل شيء يختلف بيننا وبينهم من الطبيعة إلى الطقس إلى نمط الحياة والتفكير إلى «الجينات»، التي تختلف اختلافاً كلياً بينهم وبين باقي العالم، ولهذا فعندما نجد تجربة خليجية وعربية ناجحة فلا بأس من الاستفادة منها والبناء عليها.
وبرأيي فإن أهم ما تعانيه الكرة الإماراتية من قصور هو غياب الجماهير عن الملاعب «قياساً على ما نراه في السعودية مثلاً»، ولعل التجربة السعودية فريدة من نوعها على صعيد العالم كله، إذ لم يسبق لي أن رأيت عوائل كاملة بشبابها وشيابها وبناتها وحتى جداتها وأطفالها تتواجد بكاملها على المدرجات بعد القرار التاريخي بالسماح لهم بالتواجد والتشجيع، ولكن هذا القرار رافقته فعاليات ترفيهية وجوائز تشجيعية كبيرة جداً، ليس لتحفيزهم على القدوم لأنهم يأتون بدون تحفيز، بل لمكافأتهم على الحضور والاستمتاع بأجواء المباريات رغم الحر والرطوبة التي تتشابه مع كل دول الخليج.
وأعرف أنكم جربتم تقريباً كل شيء من السحوبات على الجوائز، إلى شراء التذاكر ومنحها للجمهور أو حتى تشفير المباريات، فربما يذهب هذا الجمهور إلى الملاعب وتشجيع الأندية التي يحبها، ولكن كيف يمكن أن نقبل مثلاً بوجود خمسة آلاف أو ستة في قمة جمعت العين مع الشارقة، أو أقل من ألف أو ألفين في مباراة تجمع متنافسين على الصدارة؟
ونعرف أن جماهير الوصل والعين ومن بعدهم الوحدة قد تكون هي الأبرز، ولكن هناك قمماً يجب أن تكون المدرجات فيها لا تتسع لأي قادم جديد مثل النصر مع الوصل، الشارقة مع العين، أو الجزيرة مع الوحدة، والعين مع شباب الأهلي والوصل مع العين، وغيرها من مباريات العيار الثقيل التي تتواجد فيها الأسماء والألقاب والإثارة والتنافس والمتعة فلماذا يؤثر الغالبية مشاهدة المباريات في البيوت أو المقاهي أو المجالس ولا يؤثرون الذهاب للملاعب ؟
أنا أتحدث عن النسبة الغالبة، والأكيد أن هناك الآلاف ممن يحضرون المباريات، ولكن الواقع يقول إن هناك مشكلة ومشكلة كبيرة في ثقافة حضور المباريات في الملاعب وتحديداً مباريات الأندية في منافسات الدوري، لأن الجماهير تحضر للمنتخب وتحضر في المنافسات القارية أو الدولية، فماهو الحل؟
الجواب حتماً ليس عندي بل عندكم أنتم وعند المعنيين عن كرة الإمارات.