حين أراد المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، وصف بطولة العالم لألعاب القوى، التي اختتمت في بلاده، أمس، لم يجد تعبيراً أفضل من «سباق في الجحيم»، لأنها كانت كذلك بالفعل، والجحيم ليست الحرارة فقط، لكنها تجسد في العديد من المشاهد.. انسحاب النجوم.. خطايا التنظيم.. الملاعب الخاوية، والمنافسة في ظل إدارة نظام بوليسي قمعي، كما قال الهيل نفسه.
أدرك أن أجواءنا في المنطقة تكاد تكون واحدة، باستثناء تغيرات طفيفة، لكنني أدرك أن التخطيط لأي فعالية لا بد أن يسبقه فهم للأبجديات والمسلمات.. ماذا تستضيف ومتى وكيف وهل باستطاعتك توفير مفردات النجاح؟.. أما أن تنافس غيرك وتنثر الأموال من فوق الطاولة وتحتها بدعوى عقود رعاية.. فقط لتقول إنك كسبت التحدي، وإنك تفوقت على أميركا وإسبانيا، وحصلت على تنظيم بطولة العالم لألعاب القوى، ويتابع العالم ما يحدث لديك على إيقاع الفضيحة، فأنت تستحق لأنك غبي، ولأن نواياك خبيثة فحصدت ما زرعت يداك.
في بطولة العالم لألعاب القوى، تنوعت مشاهد العار، فانسحب اللاعبون من معظم المسابقات، لا سيما سباق الماراثون للسيدات، الذي شهد انسحاب نصف المشاركات تقريباً، وجلبوا العمال المهاجرين قسراً وجبراً ليملأوا المدرجات الخاوية، وامتد الفشل إلى التنظيم نفسه، حتى إنهم فشلوا في تكريم بطلهم المزعوم «برشيم»، فتعطلت أنظمة الصوت، ولما طال الانتظار تأجل تسليم الميداليات، وقد أجمع اللاعبون المشاركون في تقييماتهم للبطولة على فشلها الذريع، وانهالت الاتهامات على رئيس الاتحاد الدولي، تلمح تارة وتصرح أخرى، لكن الكل أجمعوا على أنها البطولة الأسوأ في التاريخ.
نيويورك تايمز وصفت الأمر بالكارثة، وأكدت أن البطولة فتحت أعين العالم على فساد قطر، وطرقها الملتوية للحصول على بطولات عالمية ذات رمزية عالية، في دولة تفتقر لكل مقومات النجاح، وعلى نهج نيويورك تايمز، سارت كل الصحف والمواقع العالمية، التي عبرت عن صدمتها من المشاهد التي لم تحدث من قبل، فالأبطال يخرجون على نقالات وكراسٍ متحركة، والكثيرون آثروا السلامة فلم يشاركوا أصلاً، وافتقدت الميداليات لقيمتها في ظل سرية المنافسة.
أدركت الفرق بين من يبني ومن يهدم، وأنا أرجع البطولات التي استضافتها بلادي، وأبهرت بها العالم.. نحن نعرف ما نريد.. لا نُباع ولا نشتري ما لا نستحق.. نحن ننظم بحب ونفتح أبوابنا لعالم نحبه، وهو ما لا يجيده الكارهون أعداء الحياة.

كلمة أخيرة:
«إخوان شريفة» وعدوا بتنظيم حدث لا ينسى.. وقد فعلوا وانقلب السحر على الساحر