لا يوجد أحد لا يريد تمثيل بلاده، ولكن يوجد من لم يعرف كيف يعتذر، أو يشرح ظروفه، أو كيف يقدم الإجراءات الصحيحة والكاملة حول ذلك.. ولكن هل يوجد لاعبون غير منضبطين بتعليمات الأجهزة الفنية والإدارية، نعم يوجد، والأمثلة كثيرة، وهي ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل يحدث ذلك منذ عقود، وبمختلف الألعاب والمنتخبات والفئات السنية، والقرارات التأديبية أو عقوبات الاستبعاد تشهد بذلك!
ولكن ما الحل..؟ هل في إيقافه عن ناديه، أو في تغريمه بمبلغ مالي، أو التشهير به وإحالته للجنة الانضباط؟ هل بهذه الطريقة قد وجدت الحل، وأنهيت الخلل، ووحدت الصفوف؟ وهل حين نسمع عن تجاوزات انضباطية في معسكرات، يعني أن حتى معسكرات الأندية تعاني من نفس الأمر، فلاعب المنتخب هو نفسه بمثل العقلية والتصرفات والأهواء، حين يكون في ناديه، أو هناك الوضع مختلف، والعقوبة مختلفة، والهيبة أكبر، والتعامل أكثر صرامة أو أخوية، أو أن البيئة في بعض تجمعات المنتخبات مختلفة، وتشجع البعض على التجاوز والتمرد وعدم الاكتراث!
في النادي هناك عقد، وهناك راتب شهري، وهناك لائحة داخلية، ولكن في المنتخب نعتقد أن العلاقة أسمى وأكبر وأهم.. وهذا ما نظنه بل ما كنا نجزم به، فلقب اللاعب الدولي أعتقد أن الكل يسعى لأن يناله، فهو ليس بالأمر السهل.
وحين نقول، إن تمثيل المنتخب شرف، فعلينا أن نعاقب بناءً على هذا المصطلح، وحين نقول إن تمثيل البلد فخر وعز ومسؤولية، فعلينا أن نعاقب على هذا الأساس، بما أن المكافأة كانت في شرف استدعائك وشرف تمثيلك وشرف ارتداء الشعار، ولا أعتقد أن هناك أكبر وأعمق من عقوبة «الحرمان من تمثيل المنتخبات الوطنية»!
كلنا نتذكر ما حصل في الأردن قبل مباراة فلسطين، وكلنا نتذكر أنه حين فضلنا النتيجة في الملعب على القيم والثوابت وفرض القانون على الجميع، ماذا حدث بعدها لمنتخبنا، وكيف تغيرت النتائج، وساءت العلاقة، وفلتت الأمور، ولم يتمكن أن أي إداري أو مسؤول أو مدرب من إعادة الأمور إلى نصابها حتى اللحظة!
هناك لائحة تنظم العلاقة، وهناك عقوبات، ومكافآت، وحضور، وانصراف، والتزام، ونظام غذائي، ومواعيد نوم، وغيرها، وحين تضع لائحة عليك أن تعرف كيف تطبقها.. فأنت الطرف الأقوى، وأنت المؤسسة، وأنت صاحب التشريع، وأنت المسؤول الأول أمام الرأي، من يتجاوز بإهمال وعدم اكتراث وتعالٍ ويشعل الفوضى ليس هناك أسهل من اتخاذ قرار إبعاده، فلا يوجد منتخب غير ملتزم وينتصر ويحقق الإنجازات، وإن حدث مرة فلا بد أن يأتي وقت وينهار كل شيء.
كلمة أخيرة
أول مبادئ المرحلة هو العدالة في كل شيء.. أعتقد فاهمين!