نحن لدينا إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نستطيع به، وعلى إثره أن نضع أقدامنا على ضفة النهر، ونغتسل من العذوبة، ونرتوي حتى تعشب قلوبنا بسنابل الوعي، ما يجعلنا نكتسي بسندس الحضارة من دون إفراط ولا تفريط.
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يمكنه أن يتجاوز مراحل التهور، بسلام لأنَّ ما قدمه المغفور له الشيخ زايد، من منظومة أخلاقية تجعلنا مكتفين ولا نريد المزيد، ما آمن به زايد هو الحب، وبالحب ترقى الشعوب، وتتعافى من كل مكروه وخبث وعبث. وهنا نستدعي مقولة الفيلسوف الدانماركي سورين كيركجارد بقوله «من لا يستطيع أن يكشف عن نفسه لا يستطيع أن يحب، ومن لا يستطيع أن يحب فهو أتعس إنسان على الإطلاق».
ومن هو أعظم من زايد في الحب، وعشق الحياة، والتفاني من أجل الآخر؟ من هو أنبل من هذا القائد الذي رسخ الوضوح في حياته، كما هو النهر، في الفيافي، وكما هو القمر في الليالي المدلهمة. عندما تتخلص من عواهن عقد وتكون واضحاً متصالحاً مع نفسك، فإنك لا تحتاج إلى التقليد، ولا تحتاج إلى اللهاث خلف المبهرات من المظاهر ولا تحتاج إلى المساحيق، كي تضيء وجهك. ولا تحتاج إلى الأساور كي تخرخش في معصمك، لإسماع الآخرين أنك حاضر في المشهد.
نحن نستطيع أن نواكب المسيرات العالمية الكبرى ونحن محملون بزاد زايد الثري، ورخاء قيمه الإنسانية التي هي في حد ذاتها معلم، ومنجم، ومغنم، وهي سلامنا ووئامنا، وانسجامنا، وأحلامنا الراقية، التي لا تشوبها شائبة، ولا تعرقلها خائبة، ولا تعيقها نائبة. هذه هي أخلاق زايد التي تمنع، الغبار من دخول موائلنا، وتجعلنا في المنطقة الآمنة دوماً، وأبداً.
نقول نحن لدينا ما يجعلنا نتفاءل، ولا نقنط، ولا نيأس ولا نكتف اليدين ونقول: لقد انشق البحر إلى يابسة. نحن لدينا إرث يكفي أن يكون النهج والسراج، وأن يكون الشمس والقمر الوهاج.