محمد صلاح لا يعني المصريين وحدهم.. هو يعنينا أيضاً، ليس فقط لأنه عربي، ولكن لأنه نجم عالمي له عشاقه هنا، وفي كل بلد بالعالم، ولأنه يجسد أحلام وأمنيات كثيرين في هذه البقعة من العالم، كما أنه دليل حي على أنه لا مستحيل، وأن الممكن رهن إرادتك.
الطبيعي ألا يكون للنجم محمد صلاح أعداء، فهو من يهدينا الفرحة.. هو سفير أمتنا للعالم، لكن من قال ذلك.. كل فاشل هو عدو لصلاح.. كل راغب في انطفاء مصابيح الأمل في أمتنا كاره لصلاح.. كل عدو للعرب هو عدو لصلاح.
منذ يومين، كان صلاح مع عارضة أزياء برازيلية، قد تصدرا غلاف مجلة عالمية شهيرة، بعد جلسة تصوير، اختير الاثنان فيها لأنهما باختصار «نجمان»، لكن ردود فعل واسعة سرت كالنار في الهشيم، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الشاشات، الكثير منها ينال من النجم الكبير الذي حصد جائزة رجل العام من نسخة الشرق الأوسط للمجلة العالمية الشهيرة.
بين من يكتب «بداية النهاية»، ومن يعنون «سقوط صلاح»، وإعلامي يتحسر: «يا خسارة يا صلاح»، ومن يؤجج نار الغيرة والفتنة بينه وبين «أم مكة»، والكثير من العبث الذي يلا يليق إلا بنا، ولا يخرج إلا من عندنا، فما أكثر البلهاء على الأرض.
لا أدري لماذا نصر أحياناً على أن نطفئ مصابيحنا بأيدينا، ولماذا يلقى الناجحون في أرجاء الوطن هذا المصير، ويدفعون ثمن الغيرة وعدم الفهم باهظاً في أحيان كثيرة.
هل كان الهجوم المبالغ فيه هذه المرة وغير المبرر، سببه أن صلاح طالب إدارة ناديه ليفربول بأنه لن يسمح باستخدامه في كأس العالم للأندية ديسمبر المقبل لأية أغراض دعائية، وأنه لا يريد أن يلتقي أمير قطر، وهو ما فعلته إدارة ناديه فعلاً، وخاطبت به «إخوان شريفة»، مهددة إياهم بعقوبات من الاتحاد الدولي، حال عدم الالتزام بذلك، والبعد عن صلاح شكلاً وموضوعاً.
إياكم أن تكونوا أداة في أيدي أعداء صلاح وأنتم لا تدرون.. صلاح لم يجلب لنا سوى السعادة، وأخذ بأيدينا لنطل من شرفات الأمل على أمنياتنا التي ظننا أنها ليست من حقنا.. صلاح كان حاضراً في سباق أفضل لاعب في العالم، وهو رجل العام بالشرق الأوسط، وهو زارع الخير لأهله وناسه، وهو شعلة الأمل في صدر ابنك، وهتافه في المدرجات.. صلاح لا يستحق منا إلا الحب.. كل الحب.

كلمة أخيرة:
من يحاسبون صلاح على جلسة تصوير.. «عقول فارغة»