بين عشية وضحاها، تحول الإيطالي زاكيروني مدرب منتخبنا من شخص لا يلقى قبولاً كبيراً في الشارع الرياضي، إلى خبير محنك وبطل قومي، بعد أن نجح في قيادة منتخبنا لإقصاء نظيره الأسترالي حامل اللقب من كأس آسيا، والعبور بـ«الأبيض» إلى الدور نصف النهائي، ونفس الأشخاص الذين كانوا يتربصون به ويطالبون بإبعاده هم اليوم يشيدون بقراءته للمباراة ونجاحه في الاختبار الأكثر صعوبة منذ توليه لمهمة تدريب المنتخب.
بعد التعاقد مع زاكيروني اختلفت كرة الإمارات كثيراً، فقد جاء وتسلم أشلاء منتخب كان يقوده في السابق مهدي علي بكفاءة واقتدار، كانت منظومة واحدة ومجموعة ثابتة حافظت على تماسكها وترابطها لسنوات طويلة، ولكن في الفترة الأخيرة من عهد مهدي تبدلت الأمور، وبدأت تلك المجموعة في التفكك والضعف، فقد تراجع مستوى البعض، واختفى البعض الآخر، وكان الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 هي القشة التي قصمت ظهر البعير.
كان لابد من التجديد والتغيير وبين أسماء كثيرة كانت مطروحة على الطاولة تم إعلان التعاقد مع الإيطالي زاكيروني في أكتوبر 2017، وبعد هذا بشهرين كان منتخبنا الوطني يشارك في كأس الخليج التي أقيمت في الكويت وبدون إعداد يذكر كاد زاكيروني يقود المنتخب للتويج باللقب، ولكنه خسر بضربات الترجيح أمام المنتخب العُماني.
لم يكن منتخبنا مقنعاً بالشكل الكافي، ولم نقدم مستويات متميزة وكان العذر موجوداً فالمدرب لا يزال في بداية عهده، وبعد خسارة اللقب بطريقة دراماتيكية بدأ الإعداد للمشاركة في كأس آسيا 2019، ولم تكن مسيرة الإعداد والمباريات التي خاضها المنتخب مقنعة لأحد، وكان القلق يساور الجميع في قدرة الفريق على المنافسة في المعترك القاري.
وبدأت البطولة وعلى الرغم من صدارة المجموعة منتخبنا لا يقدم المستويات المطلوبة، ولا زالت الهوية مفقودة، وبدأ الحديث وانتشرت الإشاعات عن إقالة زاكيروني بل وتم طرح الأسماء البديلة، ولكنه ظل صامداً وحارب في سبيل مشروعه، وقاوم الظروف الصعبة التي تعرض لها المنتخب من إصابات وغيابات لأسباب مختلفة.
زاكيروني الذي خاض مع «الأبيض» 10 مباريات رسمية ضد مدارس مختلفة ولم يخسر في أي مباراة، كانوا يقولون إنه لم يواجه اختباراً حقيقياً، حتى جاءت مباراة أستراليا، لينجح الإيطالي فيما فشل فيه من سبقه من المدربين، حقق الفوز الأول في تاريخ مواجهاتنا مع «الكنجارو»، قاد منتخبنا إلى نصف النهائي، اليوم كلنا نثق في زاكيروني الذي وعد فأوفى، بالأفعال وليس بالأقوال، فسبحان مغير الأحوال.