شكراً لهزاع المنصوري الذي عاد إلى أرض الوطن بعد أن حقق طموحات الباني المؤسس، وتحدث معنا باللهجة الإماراتية فكان (ما شاء الله عليه) خفيف الظل، مرحاً وتبرق من عينيه شرارة الذكاء لاسيما الذكاء الاجتماعي وحضور البديهة وابتسامة تشكل قلقاً لمن لا يعرف الحلم والأمل ولذة تحقيق المستحيل. عاد إلينا «مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاء الخير لصاحبه». لقد أكد مقولة الباني المؤسس: «الأمة التي لا ماضي لها هي أمة بلا حاضر ولا مستقبل»، فهو من خرق أغلفة الجو مغامراً. وبشجاعة أهل ليوا وأصالتهم لبس الكندورة، وتعصم فجمع بين الماضي والحاضر الملموس والمستقبل الذي لامسناه جميعنا عن طريقه. وفي عبارات قرأناها بين السطور سطرت الإمارات نموذجها الذي يرسخ مفهوم «العز والشرف بالعقل والأدب لا بالأصل والنسب». وأدركنا وأعيننا إلى السماء وقلوبنا في دعاء لعودته سالماً بأن الوقت من ذهب فإن ذهب ذهبت قيمته معه وأن على المرء أن يخطط لنفسه قبل أن يخطط له الآخرون.
السنع الإماراتي هو بناء الإنسان الذي يدرك مقامات الناس، ووزن الكلام، التصرف السليم، البسالة، الأخوة والمروءة ومبادئ الفزعة وردة الشأن وعزة الدخيل وهو محط ثقة وبمثابة حصن حصين للأسرار وما أؤتمن عليه. السنع الإماراتي يقع في عمق إنسانية المرء وجذور فكره وقيمه وتصرفاته التي تعكسها علاقات الضيافة وحسن الجوار وغيرها من سلوكيات التلاطف لخلق بيئة متزنة. لذلك كانوا يقولون لنا: «حُسْنُ الخلق يوجب المودة» وهذا بالتحديد ما جعل أكثر من 200 جنسية تختار دولة الإمارات وطناً آخر لها، كما أصبحت الإمارات عاصمة العالم والكواكب كذلك. وعلى مادة السنع التي تنوي وزارة التربية والتعليم تطبيقها أن لا تكون نظرياً بل بالممارسة والتطبيق، فيتعلم الأطفال أساسيات القيم بواقعية وسيناريوهات حقيقية وعليهم أن يدرسوا مواقف الشيخ زايد، طيب الله ثراه، المختلفة واختياره للسلم وتلك الحكم التي نعجز عن ذكرها وحصرها.
للعارفين أقول: تعلمت من الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أنه على المرء أن يكون «كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً، تُرمَى بطوبٍ، فتُعطي أطيب الثمر». وإلى شعلة الأمل يتقد المستحيل الذي لا نعرفه... لقد أكرمنا الله بهذا الوطن وقيادته التي عززت السعادة والكرامة...آه ما أجملك يا وطني.