اليوم تحتفل«الاتحاد»، الصحيفة التي نتشرف ونفخر بالانتساب لها بيوبيلها الذهبي، تخطو في الخمسين من عمرها الزاهر بكل ألق وثقة وحماس الشباب، نبضاً للوطن، حاملة لواء الحقيقة والمهنية الرفيعة، تنتصر لثوابت الوطن وقيمه ومبادئه، والنهج الذي رسمه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أطلق عليها هذا الاسم السامي المعاني، وهو يضع اللبنات الأولى لصرح الإمارات الشامخ، لتبحر «الاتحاد» مع سفينة الإنجازات والبناء ورسالة الإعلام الوطني -كما حدد معالمها وخطوطها العامة المؤسس- في غرس وترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن والعمل على توطيد أركان الدولة الاتحادية الواحدة، وهي تحرص في تلك البدايات الصعبة على الوصول للمواطن حتى عند رؤوس الجبال بمروحية تنقل المطبوعة يومياً إلى المناطق الشمالية من البلاد، ومعها الرسالة العظيمة لمعنى الاتحاد والوطن والدولة التي نجحت في إرساء نموذج تنموي غير مسبوق.
مع ارتفاع البنيان تحولت «الاتحاد»، الصحيفة، صرحاً ومدرسة ترعرع بين جنباتها جيل من الصحفيين الإماراتيين يُنهضون رسالتها بما تحظى به من رعاية ودعم القيادة الرشيدة، وتستند لأرضية صلبة من ثقة ومحبة قرائها شركائها الحقيقيين في مسيرة النجاح والتألق والتميز وما وصلت إليه اليوم من تقدم وتطور وانتشار، وكذلك من حضور عبر منصاتها الرقمية.
يعود المرء بذكرياته لتلك البدايات الأولى التي تمر أمامه كشريط سينمائي، أتذكر عندما كنت يافعاً، سبعينيات القرن الماضي، أمر أمام مكاتب «الاتحاد» التي كانت تتخذ من شقتين في مبنى قبالة البريد على شارع المطار القديم في أبوظبي، مقراً لها قبل أن تتحول لمؤسسة وتستقر في «كرفانات» خشبية في المنطقة التي تشغلها حالياً مواقف لنادي الجزيرة الرياضي غير بعيدة من أرض كانت تحتضن مطار أبوظبي. وتعمل اليوم من مبناها الحالي، الصرح الذي انتقلت إليه في التسعينيات، ويختزل بين جنباته قصة إصرار وعزيمة من نسيج وطن قام على الطموح وعشق التميز والمركز الأول.
احتفاليتنا باليوبيل الذهبي لـ«الاتحاد» تجيء بعد أيام قليلة من فرحتنا الكبيرة بعودة أول رائد فضاء إماراتي من المحطة الفضائية الدولية، وهي مسيرة تلخص الروح الإماراتية للتميز والإبداع، وفي رحاب عام التسامح، هذه القيمة الإنسانية العظيمة التي هي من تركيبة نجاح التجربة الإماراتية الملهمة.
في عيد«الاتحاد» عهد يتجدد بمواصلة المسيرة نبضاً للوطن، أوفياء لقيم زايد، ومن نجاح لنجاح.