قد يسبق العنوان الفكرة أو يأتي بعدها.. نادراً ما يأتيان معاً، كما هو حال الوصل مع نفسه ومع جماهيره ومع إدارته.. لم يعد زمان الوصل شائعاً لدينا لا في العنوان ولا في الأغاني ولا بين النادي وجماهيره.. لم تعد تليق به الأسماء، فلا هو الإمبراطور ولا أي شيء.. لا شيء أسوأ من ذلك.. هدف وحيد كل ما في جعبته ونقطة وحيدة، وثلاث هزائم في الدوري.. ماذا أسوأ من ذلك.
الموسم الماضي، وفي أيام كتلك.. وتحديداً في التاسع عشر من أكتوبر أيضاً، حاصرت الجماهير إدارة ناديها، وهتفت ضدها: «خسارة ورا خسارة .. وين بتودينا الإدارة»، وطالبتها بالرحيل.. يومها كان الفريق قد خسر من النصر بثلاثة أهداف لهدف، فماذا وقد خسر الفريق أمس الأول من الشارقة بخماسية، وبعد أقل من أسبوع من خسارته أمام الشارقة أيضاً برباعية نظيفة في الكأس.. ليس حظاً ولا كبوة.. هو سوء ليس إلا.
أصرت الإدارة على المدرب الروماني لورينت ريجيكامب، رغم الخسائر الثقيلة والمتكررة، ورغم حالة عدم الرضا التي رافقت مسيرته من الجماهير، فقد ضربت بكل النقد عرض الحائط ومددت له موسمين، قبل أن ترى نتيجة ملموسة واحدة لعمله، وها هو الموسم يمضي، والوصل في ذيل الجدول، بنقطة وحيدة حصل عليها الفريق من النصر.
كل ما أنجزه الوصل «يتقطع»، والهوة تتسع بينه وبين جماهيره، التي بدأ وميضها يخفت ويتلاشى، والإدارة لم يعد بمقدورها أن تقول إن فئة من الجماهير هي السبب في تراجع النتائج، فالواضح لكل ذي عينين أن أزمة الوصل كبيرة، وربما تكون قد تجاوزت حدود المدرب.
من شاهد مباراة الوصل أمس الأول أمام الشارقة، سيدرك أن أزمة الوصل باتت أعمق من خسارة.. الفريق كأنه يعاقب نفسه.. كأنه ينتحر.. كأنه يصرخ باحثاً عن طوق نجاة.. كأنه يقول «كفى» لكن أحداً لا يسمع.. حالة من الاستسلام الغريب، كانت سبباً في مهرجان أهداف تبارى فيه لاعبو الشارقة، الذين دكوا شباك الوصل بتسعة أهداف في أسبوع واحد في بطولتين.
نحن لا نتدخل في عمل أحد، لكن الواضح أنه لا يوجد عمل حتى نتدخل فيه.. الوصل كما نرى لم يحدث فيه شيء سوى الإخفاق الذي يجر إخفاقاً والهزيمة التي تتبعها هزيمة، والحال الذي وصل إليه الفريق اليوم لابد وأن يتحمل مسؤوليته أحد.. الوصل بحاجة اليوم إلى «شجعان» لأنه ناد وتاريخ وجمهور وليس «دكان».

كلمة أخيرة:
حين يكون بقاؤك عبئاً.. لا تتردد في الرحيل.