«ليس المهم سعة الموارد.. بل المهم سعة الأخلاق».
هذه أيقونة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهذا ديدنه، وهذا ميزانه، وعنوانه، وأشجانه، وهذا هو النهج الذي يسير عليه، فالأخلاق سيدة التواصل مع الآخر، وهي منطلقه، ومنطقه، ونطقه، وهي حلمه، وعلمه، وقلمه الذي لا يجف، ومسعاه الذي لا يكف، وهي لغته التي يمنطق بها العمل الحكومي، وهي البحر الذي يشيد به معاني القصيدة الوطنية العصماء، وهي مذهب الذين تربوا على صفاء الخلق، ونقاء المنطق، والوفاء إلى الناس، وأهل البيت.
بعبارة كهذه يلخص سموه مبادئ العمل الحكومي، ويختزل الزمن في لحظة جد واجتهاد، لأجل وجود لا تغشيه غاشية كدر، ووجدان لا تشوبه شائبة دمعة انكسار. بهذه العبارة، تتجلى معاني القائد الذي يريد أن يعبر بالسفينة من دون خوف أو وجل أو جلل، ويريد أن يجعل من الوطن واحة غناء على أغصان أشجارها تغرد طيور الفرح، وتفرد فراشات السعادة أجنحة السعادة، وعلى عشب الأمان يريد للناس أجمعين أن يرفلوا بسندس الثقة، وإستبرق الثبات.
هذه هي رؤية سموه التي يريد أن يرسخها في قلب كل مسؤول، وهذه هي الرؤية التي يريد أن يكرسها في عقول أهله وأناسه، لإيمانه أن الحياة لا تزهر إلا عندما تصبح الأنهار صافية، والسحابات ممطرة، والأرض معشبة. وكل ذلك لا يتم إلا عندما تصفو الأخلاق، وتتخلص من البراثن، وتتحرر من أسافين اليأس والقنوط والسخط.
وطننا جميل، ولا يحتاج إلى أكثر من مسؤولين يرون الجمال بعيون لا تغشيها غاشية التشاؤم، وقلوب منفتحة على العالم من دون اكتظا، أو ارتضاض، ونفوس مثل سعفات النخيل تهفهف على عناقيدها، فتملأها بالريعان واليفوع.
هذه هي الآمال التي يعقدها سموه على كل مسؤول اختارته الحكومة كي يكون قائداً لرحلة السفر إلى الآفاق الرحيبة، وهذه هي الأمنية التي يريد سموه أن يزرع شتلاتها في روح العمل الوطني ولا مجال اليوم للانتظار، فالقطار سريع، والدرب طويل، والمهمات جسيمة، والمطلوب من كل مسؤول يفوق تصور اليائسين، والمنظرين، وعلى كل ضمير حي أن يتأبط الأمل الوسيع، ويمضي من دون وضع الأعذار والحجج، لأن حاجة الوطن إلى المجد لا تحتمل مثل هذه العراقيل التي يضعها كل ذي قلب مرتجف، وخائف.