لن أكون مغالياً إن قلت إن أشد المتفائلين بالمنتخب الإماراتي لم يكن يتوقع وصوله إلى ما وصل إليه، خاصة بعد كل الانتقادات الحادة من اليوم الأول لرؤية الجميع للخطة التي يلعب بها زاكيروني، والتي لم تُقنع أحداً وتأكد ذلك خلال المباريات الودية.
ولكن الحس الوطني لدى الجمهور الإماراتي، ولدى حتى غير الإماراتيين ممن يعيشون على هذه الأرض الطيبة، جعل الجميع يساند المنتخب، ومنهم صديقي عبدالرحمن محمد لاعب المنتخب الذي وصل إلى نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا، وكانت المرة الوحيدة حتى الآن التي تحدث صحبة جيل أطلقوا عليه «الجيل الذهبي» من عدنان الطلياني، وفهد خميس، وزهير بخيت، ومحسن مصبح، وخالد إسماعيل، وفهد عبدالرحمن، وبوعوف، وبقية زملائهم، وما حدث مع بوعوف خلال برنامج منصة آسيا على دبي الرياضية بات معروفاً للجميع عندما بكى فرحاً أولاً، ثم سقط مغمياً عليه في مشهد على الهواء تحول من قصة حب ومشاعر انتماء ووطنية إلى قصة نقد على زميلي وصديقي عدنان حمد الحمادي الذي أراد له البعض أن يتصرف، وكأنه ليس على الهواء، وأن يترك كل شيء ليهرع لإنقاذ بوعوف، ولكن بوحمد تصرف بما تمليه عليه المهنية والإنسانية فذهب إلى فاصل حرصاً على أبوعوف نفسه، لأنه كان على الهواء، ولا يريد إخافة أهل أبوعوف إذا بقي البث مستمراً فأعطى الإيعاز للمخرج، كي يذهب إلى فاصل، ويمكن بعد الفاصل أن يقول إن الرجل بخير «حتى لو لم يكن بخير لا سمح الله»، وهذه هي المهنية والاحتراف وليس ترك الأثارة والدراما على الهواء، لأن هناك رجلا وله أم وزوجة وأبناء وبنات يتابعونه على الهواء.
بكل الأحوال أبوعوف بخير وعدنان حمد تجاوز النقد، خاصة أنه عندما بكى عبدالرحمن لم يقطع البث، لأن البكاء كان للفرح بمنتخب قاتل بكل جوارحه كي يسعد شعبه وهنا بيت القصيد.
فليس مطلوباً أن يحرز المنتخب اللقب في أية بطولة يشارك بها، بل المطلوب أن يقدم الأداء الذي يجعل من كل الإماراتيين فخورين به، خاصة أنهم قادرون إن أرادوا على صناعة الفارق، ومن كان يتوقع أن يلعب العين أمام ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية، فليقابلني وليقل أنا توقعت ذلك.