«الفرسان» جمع فارس، و«الفارس» هو كل من يؤدي مواجهة الليلة بالروح القتالية نفسها التي أدى بها المدافع الرائع فارس جمعة مباراة أستراليا التاريخية، والتي كان خلالها حديث الجميع، بعد أن جسد كل معاني الولاء والانتماء والتضحية من أجل تأهل منتخب بلاده إلى مربع الذهب على حساب حامل اللقب، الذي ظن أن
«الأبيض» لن يكون سوى لقمة سائغة، ففوجئ بمجموعة من اللاعبين «المقاتلين» الجاهزين لكل تضحية من أجل إسعاد الوطن. وعندما يواجه «الأبيض» نظيره القطري في استاد محمد بن زايد الليلة، فإن أملاً يحدو الجميع في استكمال «سيمفونية النجاح» دون التوقف عند حد إنجاز التأهل لنصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخ الكرة الإماراتية.
وبالتأكيد لن يكون «الأبيض» وحيداً، بعد أن استعاد ثقة جماهيره في الوقت المناسب، وما المشهد الرائع للحصول على تذاكر المباراة، إلا مؤشر واضح على أن 40 ألف مشجع سيكونون خلف «الأبيض»، وأن آهاتهم وأهازيجهم لن تتوقف طوال المباراة، حتى يتمكن «الأبيض» من انتزاع بطاقة التأهل إلى «النهائي الحلم».
وينتابني شعور بالتفاؤل ممزوج بالثقة في أن «الأبيض» لديه من المقومات ما من شأنه أن يجعل له كلمة مسموعة في لقاء الليلة، برغم الصعوبة التي تكتنف مثل تلك المباريات الحاسمة.
ولأن الجماهير باتت تضع ثقتها في الإيطالي زاكيروني مدرب «الأبيض»، بعد أن مارس هوايته في اصطياد «الكنجارو»، فإن تلك الثقة ستتضاعف عندما ينجح في إغلاق كل المنافذ أمام مصادر خطورة الفريق القطري، والسعي لفرض السيطرة على منطقة المناورات، واستثمار كل فرصة تلوح أمام مرمى سعد الشيب حارس قطر.
×××
مع ثقتنا الكاملة في كل لاعبي المنتخب، إلا أن النجم إسماعيل الحمادي أثبت أنه واحد من أهم لاعبي البطولة باستخدامه «القوة الانفجارية» بانطلاقاته ومهاراته العالية التي أزعجت دفاعات أستراليا في موقعة ربع النهائي، كما أن علي سالمين أثبت أنه أحد أهم اكتشافات «الأبيض» في البطولة الحالية، بأدائه الرشيق، وقدرته على إفساد هجمات المنافس، وبناء الهجمات، وبالطبع فإن الحديث عن براعة وكفاءة «القائد» إسماعيل مطر يبقى معاداً ومكرراً، أما علي مبخوت «جلاّد الحراس» فلا يزال يواصل هواية إسقاط الحواجز الدفاعية، برغم أنني أشعر أن أحمد خليل أيضاً سيكون له دور مهم في مباراة الليلة. ومن خلف كل النجوم حارس عملاق اسمه خالد عيسى نجح في ملعب واحد «استاد هزاع بن زايد» خلال أيام معدودة من تحقيق إنجازين دخلا تاريخ الكرة الإماراتية من أوسع أبوابه، الأول قيادة العين أمام ريفر بليت الأرجنتيني إلى نهائي مونديال الأندية، ثم قيادة منتخب الإمارات، من الملعب نفسه إلى نصف النهائي الآسيوي.
ويا نجوم «الأبيض» أنتم أبناء وطن على موعد دائم مع «السعادة»
×××
من مفارقات «الإمارات 2019» أن أول بطل «كوريا الجنوبية» وآخر بطل
«أستراليا» غادرا بـ «خفي حنين» من دور الثمانية.