ليس عليكم سوى أن تلعبوا.. لا تنشغلوا بأية حسابات ولا معطيات.. لا تصدقوا أن فيها رياضة تختلط بالسياسة ولا العكس.. هي مباراة ليس إلا، لكنها في نصف نهائي كأس أمم آسيا.. المنافس شرس وقوي، لكنكم أيضاً أقوياء، والتاريخ يذكر لـ «الأبيض» أنه الأكبر والأفضل والأكثر إنجازاً.
إذا كان المنتخب القطري تأهل إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه، فإنها المرة الرابعة لـ «الأبيض» في نصف النهائي، بعد 1992، و96 و2015، وهنا من قبل على أرضنا عام 96، كنا في المباراة النهائية، واليوم نريد ما هو أبعد من ذلك.
حتى الآن.. حقق «الأبيض» المراد.. اختلف الأداء حتى في المباراة الواحدة، لكن الصور الأخيرة هي التي تدوم، وما قدمه «الأبيض» أمام أستراليا حاملة اللقب، يؤهله لعبور منتخب قطر، حتى لو كان الأخير مدججاً بنخبة من النجوم بنكهات مختلفة ومدارس متعددة، حيث إن في صفوفه خمسة عشر لاعباً دفعة واحدة من ثماني جنسيات.. ستواجهون المدرسة المصرية والعراقية واليمنية والسودانية والجزائرية والتنزانية والمالية والبرتغالية.. لا يهم.. اللوائح هناك تتيح ذلك، وهي أولاً وأخيراً كرة، فالعبوا بقلوبكم كما فعلتموها من قبل.. لا تنشغلوا إلا بأنفسكم، ولا تنسوا وأنتم تلعبون، أنكم ترفعون لواء الإمارات، فكونوا على قدر هذا اللواء سلوكاً ولعباً، ولا تسمحوا لأية مؤثرات أخرى بأن تلقي بظلالها عليكم.
بمقاييس الكرة، من المفترض أنها مواجهة أسهل كثيراً من مواجهات كثيرة خضناها، لكن في النسخة الأخيرة، قدم المنافس مستويات تركت الكثير من علامات الاستفهام، ودللت على الطفرة التي تمت صناعتها سريعاً في صفوف الفريق، ويكفي أنه تأهل إلى نصف النهائي دون أن تتلقى شباكه أية أهداف، ووصل لهذا الدور بعد عروض تقتضي الاستعداد النفسي والبدني الجيد، لكنه أولاً وأخيراً ليس أكثر من منافس، عبرنا من يفوقه قوة، بالأداء والإرادة والعزم.
الجماهير هي الأخرى عليها دور كبير، لا يتوقف عند حدود التشجيع والمؤازرة للأبيض، وإنما يمتد إلى ضرورة عكس صورة حضارية لبطولة على أرضنا، علينا أن نتجرد من أشياء كثيرة ونحن نساندها لنخرج بها إلى بر الأمان، ومن هنا فإن التشجيع المثالي الخالي من الشوائب ضرورة في مباراة كتلك، وألا يستدرجنا أحد - أياً كان - للتخلي عن طبيعتنا التي يعرفها القاصي والداني.
سنكون جميعاً هناك اليوم.. خلف «الأبيض».. خلف الحلم.. لن نرى سوى فريقنا.. كل المنافسين سواسية ما داموا حائلاً بيننا وبين ما نريد.. وسنهتف من قلوبنا حتى يأتي النبأ السعيد.

** كلمة أخيرة:
لا يهم من تواجه.. الأهم ما تريد