إلى متى يغض الاتحاد الآسيوي لكرة القدم النظر، عما يجري بشأن الحقوق الحصرية لبطولاته؟، وهل شراء الحقوق يعني الإساءة للآخرين، وتشويه الصورة الجميلة لكرة القدم، من خلال حجب اللقطات المعبرة من الجماهير التي تعتبر جزءاً مهما من اللعبة، وتصنف بأنها اللاعب رقم واحد في المنظومة الكروية، ولا تحلو الكرة من دونها.
يندى له الجبين ما يحدث من معلقي القناة الناقلة الحصرية والتابعة لها لبطولة كأس أمم آسيا المقامة في الإمارات، بلد المحبة والسلام والتسامح التي تحتضن الجميع من مختلف الأعراق والأجناس والديانات.
وبالصوت والصورة تحاول القنوات الناقلة الإساءة، أو التقليل من نجاحنا في التنظيم، والنيل من منتخبنا، وتصل أحياناً إلى المساس بهم ومن مجاراتهم ومقارعتهم لمنافسيهم، خاصة في مباراتنا مع المنتخب الأسترالي الذي تفوق عليه منتخبنا أداءً ونتيجة.. الأمر الذي لم يشف غليلهم، وكانوا في بعض اللحظات مقللين من عطاء لاعبينا، بل وكانوا يتمنون عكس ذلك، إضافة لمنعهم جهاز «هتاف» لنقل الصوت لفئة المكفوفين الذين يتابعون المباريات، وإيصال صوت المعلق لهم.
في مسألة الحقوق هناك واجبات ينبغي التقيد بها، وفي الرياضة هناك التزامات لا بد منها، والمعاني السامية والأخلاقية للرياضة قبل الحسابات المادية، والأهم منهما الروح الرياضية التي تجسد أهداف الرياضة النبيلة، بعيداً عن السياسة، فالبطولة لم تشتر من متجر أسلحة، أو من وكالة تجارية، وإنما من مؤسسة رياضية أهدافها واضحة وسلعتها راقية، ولا يجب تشويهها والزج بها في أتون السياسة، وإلا انتزعت الروح الرياضية مها.
حصرية النقل سلبت الكثير من المتعة والإثارة، وأضعفت البرامج المصاحبة التي تعتبر أيقونتها، فلماذا يصر الاتحاد الآسيوي منحها لمن لا يراعي ويلتزم بأهدافها، وكان لزاماً عليه أن يوجه القناة الناقلة، بعدم الزج بالسياسة فيها، حتى لا تشوه الصورة الجميلة للرياضة وكرة القدم.. وأن تكون هناك شروط يجب الالتزام بها، ولا نترك للمنتفعين من الخلافات السياسة الإساءة لبطولاتنا الكروية أو تأجيج الرأي العام في برامجها المصاحبة بشراء ذمم العاملين بها وضيوفها الذين يتم توجيههم للزج بالسياسة في تحليلاتهم ومداخلاتهم.
وعلى الاتحاد الدولي لكرة القدم أيضاً دور مهم في هذا الجانب، وألا يترك للمنتفعين تسييس الرياضة، وتحقيق أهداف البعض في المساس بالروح الرياضية في بطولاته الدولية والقارية.