كان افتتاح معرض الكتاب في الشارقة، في دورته الثامنة والثلاثين، الذي توج بشعار (افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً)، ينطوي على معرفة علمية أكيدة بدور الكتاب وحب القراءة، في فتح طاقة العقول للإبداع والابتكار، فالكتاب والقراءة هما مفتاح كنز الرقي والتطور الذي يبقى مغلقاً إذا لم يغرس حب الكتاب وشغف القراءة في عقل الإنسان منذ طفولته الباكرة.
وكلمة الافتتاح التي ألقاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأكد سموه فيها أن «لقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لم يكن الغاية النهائية للشارقة للوقوف عنده، وستواصل مشوارها الثقافي، حتى تستعيد الأمة العربية والإسلامية المكانة التي تليق بتاريخها وتراثها ومنجزاتها التي ملأت العالم نوراً ومعرفة»، ملأت القلوب بالفرح، فحين يحتوي معرض الكتاب على دور النشر التي بلغت 1874 داراً مشاركة في المعرض من 77 دولة، وعلى الفعاليات التي بلغت 1800 فعالية بتنوعها المذهل، فلا بد أن تثير الدهشة والفرح والإعجاب!
كان الكتاب منذ زمن بعيد مفتاح الحضارات، وكان الكتاب هو السجل الذي سجل ميراث الأمم بكل تنوعها وإبداعاتها وتطورها، وهذا ما استهل به صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته الترحيبية بضيوف المعرض، قائلاً:
«أهلاً بكم في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي إمارة الشارقة، ويسعدنا استضافتكم في كل عام في هذا المكان العزيز على قلب كل فرد فينا، أهلاً بكم في رحاب المعرفة، وحضرة الكتاب، وعراقة التاريخ والحضارات التي جاءتنا بين صفحات الكتاب من مختلف الدول والثقافات، لتحكي لنا عن تاريخ البشرية المشترك، وتقدم تجارب متنوعة، فيها منفعة وعبرة لمستقبلنا جميعاً».
وقد أعاد لي هذا القول، حبي للكتاب وشغفي بالقراءة منذ صبا باكر، القراءة التي فتحت مداركي على ثقافات العالم، عبر تراجم كتبها إلى اللغة العربية، وثقافة أمتي العربية ذات التاريخ المكتنز بالعلوم والثقافة والإبداع، واليوم وأنا أدخل معرض الكتاب، وأتجول بين أجنحة دور النشر، يدهشني هذا التنوع في عناوين الكتب وعددها المذهل، في الزمن البعيد كنت أدون اسم الكتاب الذي يبث من إذاعة الراديو القديم، لكي أذهب في الصباح لشرائه، أما اليوم، في هذا الزمن الراهن الذي أصبح فيه معرض الكتاب يقام سنوياً في بلادنا، فصار شراء الكتاب أسهل مما كان.
فألف تحية وإجلال ومحبة وتقدير، لصاحب العقل المبدع المستنير، حاضن الثقافة والمثقفين، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.