تأتينا المنحة، وسرعان ما نحولها إلى ثغرة ثم نافذة نقفز منها ثم باباً نمرر منه ما نريد ومن نريد، حتى تتحول ذات المنحة إلى «محنة» ربما تعاني منها رياضة الإمارات في المستقبل.
أعني هنا منحة السماح للمقيم بالانضمام إلى الأندية والانخراط فيها، والاستفادة من شركائنا في الوطن بما يعود علينا وعليهم بالنفع، لكن وفق شروط وضوابط ودون أن نطلق الحبل على الغارب، أو أن تكون «موجة» يركبها الجميع دون مراعاة للصالح العام ولكونها منحة لها شروط.. نعم يجب أن تكون لها شروط وشروط حازمة وحاسمة.
إن كنت سيئ النية، أو نيتك حسنة بعض الشيء، ستتخيل معي أنه لا بأس من جلب لاعب من خارج الحدود ليقيم عدة شهور، ثم نسجله باعتباره مقيماً فنضرب عصافير عدة بحجر واحد، لكن لا تنسَ أننا مع العصافير، نضرب لاعبينا ورياضتنا ولوائحنا، وأننا عما قريب، قد نضع لائحة للتخفيف من ذاك الذي أصابنا أو أصبنا به أنفسنا.
لست ضد المقيم على الإطلاق، بل إنني أراه إضافة مهمة ومطلوبة لرياضة الإمارات، لكن ما يحدث على الأرض ينبئ بمنحنى قد لا نسيطر عليه مستقبلاً في هذا الاتجاه، وكم أتمنى أن تسفر تلك المشاورات بين الهيئة العامة للرياضة وبين رابطة المحترفين، لإعادة تقييم قرار إلغاء شرط الإقامة لثلاث سنوات، عن شروط أكثر حسماً وشدة في هذا الأمر.
هناك اتجاه لتسجيل اللاعب المقيم في الدولة بشكل عام، أو النزول بالشرط إلى عام أو ستة أشهر، وذلك أراه أول الطريق كي نحيد عن الطريق.. أول مسمار في الجدار، لنصنع ثقباً يتحول إلى نافذة ثم إلى باب، يدخل منه من نريد وقتما نريد.. وعلى المدى الطويل، ستصبح صفقات، لكنها تحت عباءة «المقيم»، ووقتها لا عزاء للاعبنا المواطن.
لا شك أن قرار مشاركة اللاعبين المقيمين ومواليد الدولة، بمثابة نقلة لرياضة الإمارات، فلا تحولوها إلى «نقمة».. لقد بدأنا نرى بالفعل ثمار هذا القرار، ولكن إلغاء شرط السنوات الثلاث ليس في صالح الأهداف التي من أجلها كان القرار، وأنا مع تشديد شروط اللائحة الخاصة بهذا الأمر إلى أقصى درجة، بل سأذهب إلى أبعد من كثيرين، وأطالب بضرورة مشاركة المقيم عدة سنوات في مسابقات الناشئين.. نريد المقيم الحقيقي الذي نمثل له فرصة، ويمثل لنا أيضاً فرصة، وليس ذلك الذي جاءنا من باب خلفي بحثاً عن المال ليس إلا.. نريد «المقيم» الحقيقي وليس من نرتب له الورق.. نريد من يضيف إلى رياضة الإمارات ويرتقي مع مواهبنا وترتقي معه، لا من يصنع سداً جديداً أمام أبنائنا ويحجب عنهم الشمس.

كلمة أخيرة:
كل القرارات الرائعة .. غالباً لا يفسدها سوى الكرة.