عندما تتجول في عاصمتنا الحبيبة يخيل لك بأنك في مدينة تتشارك في تقديم الخدمات لسكانها والاعتناء بمرافقها بلديتان لا بلدية واحدة. إحداهما بلدية مدينة أبوظبي، فعندما تتمشى على الكورنيش التحفة الجمالية الرائعة بما أصبح عليها وبالذات منطقة «على البحر» من جمال ورقي، يأسرك ما تتضمن من خدمات وهندسة وإبداع سواء على الشاطئ بما يضم من تسهيلات وملاعب أو عند الممشى الطويل البديع الذي يعج بمرتاديه في الأماسي وأيام العطلات خاصة مع تحسن الجو.
وتلمس كذلك حجم ومقدار الاعتناء بالحدائق العديدة المتناثرة على امتداد الكورنيش يمنة ويسرة.
وتلمس كذلك الحرص على تأمين سلامة انتقال المشاة عند إشارات العبور أو من خلال الأنفاق الجميلة بنوافيرها وممراتها المزينة بلوحات جمالية مرسومة على جدرانها والمكان في غاية النظافة.
تنتقل من هذه المنطقة والجمال المريح للقلب والعين إلى شوارع ومناطق داخلية لا تبعد سوى أمتار معدودة من الكورنيش لتجد الصورة مغايرة بمقدار 180 درجة تماماً، حيث ممرات المشاة محدودة والأنفاق مظلمة وجدرانها وأرضياتها متسخة بصورة لا تغريك بمحاولة استخدامها مرة أخرى حفاظًا على صحتك.
وعند تلك الشوارع الداخلية التي تنتشر فيها مقاه وكافتيريات جل روادها من الجنسيات الآسيوية ترى المساحات المقابلة لها والمحيطة بها تتحول لمكب للنفايات، حيث يتخلصون فيها من الأكواب الورقية وأكياس الشاي وأعقاب السجائر وغيرها من النفايات الناجمة عن مثل هذه التجمعات.
صورة مغايرة تمامًا لما تراه من نظافة وجمال على كورنيش أبوظبي بما يعزز لديك ذات الشعور بأن بلدية مختلفة عن الأولى مسؤولة عن هذه المناطق الداخلية التي ربما يعتقدون أنها بعيدة عن زيارات المسؤولين فبالتالي لا تحتاج لذات الجهد والاهتمام من مفتشي البلدية الذين يبدو أنهم تعبوا من إقناع هذه الجاليات بالحفاظ على الحد الأدنى من النظافة ومظهر المدينة فتركوا لهم الوضع تتعامل معه سيارات وفرق «تدوير» بحسب جدول مرورها بالمناطق، والذي تتباعد ساعاته في الإجازات الأسبوعية، وحيث تشهد كم تنوء الأوعية والحاويات بأثقالها جراء غياب الوعي والجهل وعدم التفريق بين الأسود والأخضر من تلك الحاويات التي تشهد كذلك بفشل التجربة التي صرفت عليها ملايين الدراهم.
المناطق التي ذكرت لا تبعد عن الكورنيش التحفة كثيراً وبحاجة للمزيد من الاهتمام والحملات الميدانية. مذكرين البلدية أن أبوظبي ليست الكورنيش فقط والطرق الرئيسة للمدينة.