يسير الكبار في طريق اختاروه من أجل الوطن.. ينحازون فيه إلى رفعة شعوبهم على الدوام.. لا يكترثون بالضغوط ولا بالمعضلات ولا كثرة المهام.. فقط يكترثون بالوطن، تراباً وشعباً وحاضراً ومستقبلاً.. يتابعون كل التفاصيل، ويسعدون برفعة أبناء شعبهم ويتلمسون خطى من سبقهم من الآباء والأجداد.. يحملون في القلب مشاعر ورثوها كالمصباح تنير الطريق.
منذ سنوات، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، في ثنايا المشهد المبهج، يتابع عن بُعد وعن كثب كل تفاصيل الصورة، كابن من أبناء هذا الشعب الوفي، ورث محبة الإمارات من قلب زايد، وتعطرت بها حياته من الوالد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وفي عرين الأسد، تشكلت ملامح الشبل الذي بات أسداً هو الآخر، يسير على خطى الجد المؤسس والوالد المعلم، ينثر الحب في ربوع الإمارات، أملاً وعطاء وحباً.
أذكر حضور سمو الشيخ خالد بن محمد في كواليس بطولة العالم للجو جيتسو منذ بداياتها، يحفز اللاعبين ويشد من أزرهم، واليوم يرعى سموه البطولة التي تنطلق في أبوظبي اعتباراً من السبت المقبل، لتمتد سلسلة المجد عبر كل الأجيال، مؤكدة أن أحلام الإمارات ومستقبل أبناء الإمارات في أي ميدان كان، مسؤولية الجميع وميراث الكبار للكبار.
كم هي محظوظة لعبة الجو جيتسو، لكنها طوال مسيرتها كانت ممتنة لهذا الحظ، وفية له، فطوال مسيرتها بالدولة والتي حظيت فيها بدعم سخي ورفيع من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اختصرت الزمن وعززت مكانتها كأسرع الرياضات نمواً في الدولة، وأكثرها تحقيقاً للانتصارات والميداليات، ولذا استحقت أن يرعى بطولاتها دائماً الكبار.
تعود البطولة إلى أرض أبوظبي بمشاركة قرابة 1500 لاعب يمثلون قرابة 70 دولة من كل قارات العالم، لتؤكد أن أبوظبي باتت بالفعل عاصمة للعبة، كما هي عاصمة للرياضة العالمية، وأن عطاءها الذي تقدمه لأحداثها لا يمكن أن يوجد بهذا الحب في أي مكان آخر، تعكس ذلك الرعاية الكريمة والمتواصلة للبطولة ولكل البطولات، وهي رعاية تمثل ضمانة ولبنة النجاح الأولى.
تحية عرفان وتقدير لاتحاد الجو جيتسو برئاسة سعادة عبدالمنعم الهاشمي، رئيس الاتحادين الآسيوي والإماراتي، على الجهد الدائم والعمل الاستثنائي الذي كان سبباً فيما حققته اللعبة من نجاحات وانتصارات، وأيضاً كان سبباً في أن تظل اللعبة دوماً في حضن الكبار، لأنها ببساطة حققت الإبهار.

كلمة أخيرة:
في طريق الكبار.. لن تصادف إلا أفعالاً عظيمة