تأتي فترة الشتاء الرائعة، تطل السحب حاملة الفرح بماء ينهمر وغيث مثل باقة ورد وزهرة حُب، أشياء كثيرة تتغير في البيئة، وقلوب تخفق بالحب والأمل بأيام جميلة، أحلام تهل مثل إطلالة بدر يشرق بعد حين، ذاكرة جميلة تتحضر للفرح في أول ليالي شهر ديسمبر، هذا الشهر الرائع الجميل الحامل أجمل الذكريات لأهل الساحل والإمارات، نجم سطع عند بداية هذه البشارة التي جاءت في الثاني من ديسمبر، ولادة جميلة وحدث جميل ومولود خرج إلى الحياة في أجمل الأوقات والأيام، شتاء وجو بديع وتاريخ يسجل لأجمل حدث مهم وعظيم، إنها دولة الإمارات العربية المتحدة، جاءت مع المطر المنتظر وصعدت مثل نجمة ساطعة في كبد السماء ونمت مثل زهرة جوري، بل كل الزهور الجميلة، بساتين نخيل خرجت على امتداد مساحة الأرض الطيبة، صعدت إلى عنان السماء أشجار النخيل وعمرت الحقول بأنواع الثمار، يأتي الشتاء ويبدأ بخطوات واسعة بدءاً من نوفمبر الذي يسرع الخطوات نحو البداية الجميلة من شهر الفرح والسرور ديسمبر الجميل، هذه السماء والسحب توعد بالمطر، توعد بالحياة واخضرار الأرض، السهول والجبال والخزامي الذي يزين الأرض والرمال الحمراء الزاهية، اليوم السماء توعدنا بأنها سوف تمطر بالغيث وأن الوديان والجبال العالية تعانق الغيم لترحب بالمطر، ثم ينساب إلى السهول والسدود.
ما أجمل أن تأتي هذه الفترة التي تزين السماء وتجمع السحب والغيم، دائماً المطر باعث الفرح والسرور في النفوس الصحراوية، وهو النشيد الجميل الذي تعزفه القطرات التي تأتي مع الرياح الخفيفة لتقدم سيمفونية رائعة تروي الأرض وتغسل المدينة وتزينها لأوقات الفرح القادم.
ديسمبر الجميل، عيد الاتحاد، عيد الإمارات وفرحها العامر دائماً إن شاء الله.
بالأمس كنت أقطع الطريق إلى المنطقة الشرقية عبر الطرق الجديدة التي عمرت وأعدت بشكل جميل جداً، كانت السحب تحتل رؤوس الجبال وتوعد بالمطر، والمنظر والجبال في غاية الروعة والجمال، وزادها هطول قطرات المطر، إنها لحظات تشعر فيها بأنك تحلق مثل نورس أو صقر يحرس قمم الجبال، تصعد إلى السماء ثم ترحل مع السحب والمطر، تحلق فوق أشجار النخيل و«الهمبا» المنجو تتبع الأودية ومجاري الغدير التي تمتد على مساحات كبيرة بعد أن ودع الماء الجبل، كم هي جميلة الإمارات عندما تطوف بيئاتها المختلفة وتضاريسها البديعة، والتي قد تبدأ من رمال ليوا إلى أقصى قمة جبل في خورفكان أو الفجيرة أو رأس الخيمة، إنها فترة الفرح والمطر والقادم الجميل.