تتجه الأنظار اليوم إلى الحدث العقاري الأبرز في المنطقة... «سيتي سكيب جلوبال 2018»، الذي يقام في دبي، ويجمع نخبة المطورين والمستثمرين العقاريين في المنطقة، للتعرف عن كثب على وضع الاستثمار العقاري وآفاقه المستقبلية.
ويأتي معرض هذا العام في أوضاع خاصة، فالاستثمار العقاري في مختلف إمارات الدولة، ودبي على وجه الخصوص، أثبت عبر العقود الأخيرة أنه من أنجح الاستثمارات، سواء للشركات العقارية، أو لصغار المستثمرين، وهو حافل بالعوائد الإيجابية التي تعد بين الأفضل عالمياً، ورغم ذلك، فلا أذكر دورة من الدورات العديدة التي حضرتها خلال السنوات الـ 15 الماضية، إلا وكان هناك فريقان من المراقبين، فريق متفائل بالمستقبل، وآخر متشائم يتحدث عن التصحيح وانخفاض الأسعار، لكن الإجابة الواقعية كانت لا تخرج عما يعرف بالدورات «الطبيعية» التي يمر بها السوق، وفي كل الأحوال كان الاستثمار العقاري يعتبر ناجحاً.
وأعود إلى «الأوضاع الخاصة» لمعرض هذا العام، فالمؤشرات تؤكد أن القادم إيجابي، في ظل مستويات الأسعار المغرية، وتحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، والمبادرات الحكومية، مثل برامج التحفيز الاقتصادي، واعتماد الميزانية الاتحادية الأضخم في تاريخ الدولة، إلى جانب المؤشرات داخل السوق العقاري ومن أبرزها قيام عدد من الشركات بالإعلان عن مشاريع جديدة قبيل المعرض تقدر بمليارات الدراهم، إلى جانب البيانات التي كشفتها دائرة الأراضي والأملاك في دبي، حيث استقطبت الإمارة نحو 9500 مستثمر عقاري جديد ضخوا 19 مليار درهم، ومجموعة من العوامل الأخرى الداعمة للسوق.
والأهم من كل ذلك، أن الأوضاع الاقتصادية العامة في الدولة تسجل تحسناً ملموساً، وتؤكد المؤشرات أن الظروف القادمة ستكون أفضل، مع توقعات النمو الاقتصادي القوية، سواء للقطاعات غير النفطية، أو للقطاع النفطي الذي شهد تحسناً كبيراً خلال الأشهر الماضية.
القطاع العقاري في دبي كان سباقاً على مستوى المنطقة، فهو الأنشط والأكثر مرونة وقدرة على التعامل مع الظروف المتغيرة، وصمد أمام ظروف سياسية واقتصادية متقلبة شهدتها المنطقة والعالم في العقود الماضية، وتمكن من معالجة الكثير من التحديات، وهو اليوم في وضع أفضل، سواء من الناحية التشريعية أو من ناحية طبيعة المستثمرين، فقد تلاشت عمليات المضاربة التي كانت طاغية في مراحل سابقة، وبالتالي أصبح السوق أكثر نضجاً وواقعية، ما أكسبه ثقة متزايدة يوماً بعد يوم.
من المهم أن يعي المستثمرون في السوق العقاري الكثير من المعطيات.. فالمؤشرات الإيجابية في تزايد، أما المؤشرات السلبية، ففي تراجع، ومثل هذه الظروف تحمل فرصاً واعدة، لكنها قد لا تستمر طويلاً.