على الرغم من مرور أسبوع على إسدال ستار التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي في ذلك الحفل البهي القشيب بدار أوبرا دبي، وزاده ألقاً وبهاءً حضور راعي التحدي وصانع الأمل وفارس الطموح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلا أن أصداء ذلك الحفل مازالت تدوي في الأذهان والذاكرة، ويستعيد المرء معها مواقف وصوراً ذات دلالات ورسائل عميقة تجسد بعضاً من المرامي النبيلة والسامية لراعي التحدي.
في مقدمة تلك المواقف والصور ما حملته الكلمة العفوية للفنانة الراقية المثقفة ماجدة الرومي، وهي تحيي الأيادي البيضاء للإمارات ولفارس التحدي، وهي توقد شموع الأمل في قلوب وعقول الأجيال وتصنع لهم وبهم المستقبل، والذي استحقت معه -كما قالت- أن تكون عاصمة المستقبل، ومنارة للنور والضياء تشع أملاً وعطاءً بينما يغمر الإحباط ملايين الشباب في مناطق أخرى حيث مشاهد العنف والخراب والدمار.
أما الصور الأخرى فتتمثل في عشرات الشباب والشابات من أبناء الجاليات العربية المنتشرة في مشارق الأرض ومغاربها الذين أجج فيهم «تحدي القراءة العربي» ليس فقط حب القراءة، وإنما حب لغتنا الجميلة والتمسك بها والاعتداد والاعتزاز بهويتهم العربية في مواطنهم الجديدة.
شباب وشابات في عمر الزهور تدفقوا على مسرح التصفيات النهائية حاملين رايات البلدان الأجنبية الصديقة التي أصبحت مواطنهم الجديدة، جمعهم «التحدي» على حب القراءة ولغة الضاد التي تجمعنا. وقد كان الطفل العربي السويدي
محمود بلال الذي فاز عن طلاب الجاليات من العرب المقيمين خارج الوطن العربي أنموذجاً لنتائج الهدف السامي للتحدي.
«تحدٍ» كان بمثابة تحدٍ وإجماع على حب اللغة العربية، لغتنا هويتنا التي يعتقد البعض بقدرته على مسخها وتهميشها، بينما رؤية قيادتنا الرشيدة أطلقت العديد من المبادرات لترسيخها انطلاقاً من دستور البلاد الذي يؤكد أنها اللغة الرسمية للدولة.
كما أصدر مجلس الوزراء الموقر قراراته الهادفة لتمكين «الجميلة» في بلادها وبأن تكون لغة التخاطب الرسمية بين الدوائر والمؤسسات وجمهور المتعاملين. ولكن للأسف بلغ بنا الحال أن تقوم مؤسسة رسمية بإبرام عقود لموظفيها باللغة الإنجليزية، ليس ذلك فحسب بل وضعت بنداً ينص على أنه في حال وجود خلاف فإنه يعتد بالنص المحرر بتلك اللغة.
كل التحية والتقدير لمن جعل «الجميلة» تتربع القلوب وتستقر بين حدقات العيون.