هي المقالة الأخيرة عن بطولة أمم آسيا السابعة عشرة التي استضافتها الإمارات، والتي يمكن أن نصفها بالبطولة الناجحة، أو حتى الأنجح في تاريخ هذه البطولة التي تعود إلى 1956.
لماذا هي ناجحة؟
الأكيد أن للنجاح معايير آخرها العاطفي، فالمعايير تستند إلى أرقام وحقائق ومعطيات ومشاهدات، وهي التي تقرر في النهاية مدى نجاح البطولة من عدمه..
أربع مدن استضافت المباريات في أبوظبي والعين ودبي والشارقة، ولم تشهد حادثة أمنية واحدة ولا خناقة ولا مشكلة ولا تدافعاً أو تضارباً، رغم أن هناك مباريات شهدت زحفاً جماهيرياً كبيراً، مثل العراق مع إيران وسوريا مع الأردن، والإمارات مع قطر، والهند مع الإمارات، وإيران مع الفلبين، وغيرها من المباريات الجماهيرية، والأجمل أن الملاعب كانت غاية في التنظيم والنظافة والسلاسة في الدخول والخروج وبيع البطاقات، إضافة إلى تنوع الحضور الجماهيري، فمن الصعب جداً أن تجد في أي دولة جاليات من 23 دولة مشاركة، إضافة للدولة المستضيفة طبعاً، وأنا شخصياً تفاجأت بحجم الجالية الفيتنامية، فضلاً عن 5 آلاف سائح جلبتهم شركات متخصصة، وتفاجأت بوجود مشجعين لتركمانستان وقيرغيزستان، أما الفلبين والهند وإيران وسوريا وفلسطين والأردن، فكان الحضور الجماهيري يشعرنا بأن البطولة تقام في أرض هذه المنتخبات وبين أهلها.
الفنادق والمرافق السياحية والمطارات عملت بكل سلاسة، والناس استمتعت ليس بالمباريات فقط، بل بإقامة من العمر، في واحدة من أكثر دول العالم جذباً سياحياً، أما مسألة أعداد الحضور الجماهيري، فالبطاقات بيعت تقريباً بالكامل، ومن لم يحضر فهو المعني بالإجابة، وبالنسبة للأحداث فباستثناء مباراة واحدة، ومن فئة قليلة جداً، فالبطولة هي الأحلى والأكمل والأجمل والأمثل في تاريخ كؤوس آسيا، وتحسب لدولة الإمارات وللجنة المنظمة، ولكل من عمل في مجالس أبوظبي ودبي والشارقة، ومن المتطوعين واللجنة الإعلامية التي قدمت بلادها بما يليق ببلادها، لهم جميعاً كل الشكر والامتنان والعرفان، وإن شاء الله نلتقي على خير في مناسبات أخرى.