دخلنا عالم الاحتراف الكروي منذ أكثر من 10 سنوات، وسبقنا العديد من الدول المجاورة في الاحتراف من دون تروٍ، ولم ندرس الأمر من كل جوانبه، وهرولنا نحوه دون تأنٍ لمعرفة جوانبه كافة، واخترنا الجانب الأسهل منه، وهو احتراف اللاعب بعقود وامتيازات، وغفلنا الجوانب الأخرى، حتى مع اللاعب نفسه، من دون الجوانب المتعددة لمفهوم الاحتراف من الحقوق والواجبات المنصوصة في عقده الاحترافي.
مفهوم الاحتراف شامل وواسع، ومنظومتنا الكروية بحاجة إلى إعادة صياغة لائحته ونظمه، ويجب أن يتسع، ليشمل إدارات محترفة تقود منظومة الاحتراف، فلا يعقل أن يكون شق محترفاً وشق آخر هاوياً، يديرها بعقلية الهواة، ومتى سمحت ظروفه الوظيفية والأسرية، ولدينا إداريون في بعض الأندية، وفي اللجان الكروية لا يوجدون في أنديتهم بشكل يومي، لمتابعة لاعبيهم المحترفين، وفق النصوص الواردة في عقودهم والالتزامات المترتبة عليها.
لذلك لا بد من الاحتراف الإداري أن يواكب المنظومة، مثل غيرنا من الدول التي طبقته، فلا يعقل أن يدير منظومتنا الكروية المحترفة إداريون هواة التزاماتهم الوظيفية والأسرية تأخذ كل وقتهم، وإنْ كانوا موجودين بشكل شبه يومي، وهناك أمثلة كثيرة من ظواهر الانفلات في معسكرات أنديتنا ومنتخباتنا، مثل السهر وعدم الالتزام بقواعد الاحتراف، من أكل ونوم، وحتى الانضباط في التدريبات اليومية، كل هذا لأنه ليس لدينا إدارات وإداريون محترفون يديرون منظومة الاحتراف، يقضون معهم كل وقتهم لمراقبتهم، في ظل غياب الحساب والعقاب المتعارف عليه في عالم الاحتراف الكروي في دول العالم المتقدمة التي تطبق الاحتراف، وتلزم كل الأطراف الالتزام بها، مع تشديد مبدأ الثواب والعقاب في تنفيذ بنود عقودهم.
نعم احترفنا كمنظومة من جانب واحد، من دون الجوانب الأخرى، وكما يقول المثل الأوروبي «ون سايد جيم»، أي الاحتراف من جانب واحد، في عقود اللاعبين فقط، لذا لا بد من تطبيق الاحتراف كما ينبغي، إذا أردنا الاستمرار في عالمه ونجني ثماره كما رسمنا له، أو كما طلب منا الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وما تطبقه دول أوروبا في منظومة الاحتراف.
فهل لنا أن نطبق الاحتراف الكروي بأسلوبه الصحيح، أم نأخذ منه ما يريده طرف واحد فقط، ونغض الطرف عن الجوانب الأخرى، ثم نتباكى على الاحتراف الذي نقول عنه إنه لم يقدم لنا جديداً كنا ننشده، ولم نعد نلمس الفرق بين الهواية والاحتراف مع موازناته الضخمة.