ونحن في ذروة الاستعداد لاستقبال أكبر وأعظم أفراح هذا الوطن بمناسبة اليوم الوطني الثامن والأربعين، حرص قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه وعضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على إدخال الفرحة إلى قلوب أكثر من سبعة آلاف أسرة.
جاءت البشارة الأولى بأمر «خليفة الخير» الإفراج عن 662 من نزلاء المؤسسات الإصلاحية ممن صدرت بحقهم أحكام في قضايا مختلفة، وتكفل سموه بتسديد الغرامات المالية المترتبة عليهم تنفيذاً لتلك الأحكام، حرصاً من سموه، حفظه الله، على «إعطائهم فرصة لبدء حياة جديدة والتخفيف من معاناة أسرهم».
وجاءت البشارة الثانية بصرف قروض سكنية وتوزيع مساكن وأراضٍ سكنية بقيمة إجمالية بلغت 6.6 مليار درهم لأكثر من 5000 مواطن في إمارة أبوظبي.
البشارة الثالثة تمثلت في إعلان صندوق معالجة الديون المتعثرة إعفاء 1716 مواطناً متعثراً من مديونياتهم بقيمة إجمالية تصل لأكثر من 787 مليون درهم بالتعاون مع 15 بنكاً ومصرفاً.
مكرمات جعلت من احتفالنا باليوم الوطني مجموعة احتفالات وأفراح، والفرحة تسري في قلوب الجميع، تعبر عن الامتنان والشكر للقيادة الرشيدة التي تحرص دوماً على بذل وتحقيق كل ما فيه إسعاد الإنسان في وطن السعادة، وتولي اهتماماً خاصاً بتفاصيل المسائل الدقيقة التي تُعنى باستقرار الأسرة ورب الأسرة، بما يعزز ويحقق الحفاظ عليها باعتبارها النواة الأساس في بناء المجتمع السليم المعافى. وهو اهتمام رفيع المكانة وسامي الغايات والأهداف، ويصب في مسار تكريس التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي والوطني.
بشارات وقرارات سامية سعيدة ومفرحة، ثمرة جهد كبير للجهات واللجان التي أنشأتها قيادتنا الرشيدة لمتابعة أحوال المواطنين، وتستحق منا كل التقدير والاعتزاز، وفي مقدمة هذه الجهات هيئة أبوظبي للإسكان ولجنة الديون المتعثرة، وهي تعمل بدأب لرفع الحالات المستحقة وتسوية أوضاعها ووضع حد لمعاناتها مع هذه النهاية السعيدة.
وهي نهاية تستوجب من طرفي المسألة التمعن في دروسها والاستفادة منها حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى.
مواقف وفرحة يتجدد معها التعبير عن الامتنان للقيادة، والدعاء لله أن يحفظ الإمارات وبوسلطان وإخوانه، وسموه ممن ينطبق عليهم قول الشاعر:
هو البحر من أيّ النواحي أتيته
فلجّته المعروف والجود ساحله
و«عمار يا دار حكمها خليفة».