ليس صحيحاً أن النادي - أي نادٍ- لا يتأثر برحيل لاعب.. ربما قد يصل الأمر إلى درجة أن يفقد مع مركزه البريق والحضور وجزءاً من الشعبية، ويتحول صفاء المستقبل إلى غيوم.
لم يحدث ذلك مع ريال مدريد فقط الذي يعاني الآن كثيراً بعد رحيل رونالدو، فقد حدث من قبل مع أندية كانت كبيرة بفضل النجوم، فلما تخلت عنهم، تخلى عنها الحظ والمكانة.
أياكس أمستردام الهولندي، الذي كان عملاقاً أوروبياً وبطلاً قارياً، وكان منجماً للنجوم، لم يعد كذلك، بعدما فرط في لاعبيه الواحد تلو الآخر، مثل فان باستن وريكارد وكلويفرت وسيدروف وبيركامب، وغيرهم.. منذ أن قَبِل أن يتخلى عنهم، اختار أن ينزوي وأن يمكث بعيداً عن الضوء.
حدث ذلك أيضاً مع بروسيا دورتموند الألماني الذي كان كبيراً تحت قيادة يورجن كلوب، لكنه استجاب لإغراءات نجومه، فترك جوتزه، ثم ليفاندوفسكي وهوملز، فتوقفت قصة النجاح، وحدث مع ليون الفرنسي الذي حقق من قبل سبع بطولات دوري متتالية، قبل أن يتخلى عن بنزيمة ومالودا وأبيدال وتياجو، فلم يعد حصاد البطولات كما كان أبداً.
بورتو البرتغالي أيضاً يصلح نموذجاً، فقد وصل إلى قمة المجد مع مورينيو واختال بكأس دوري الأبطال الأوروبي عام 2004، ليزاحم كبار أوروبا الذين لم يعتادوا فريقاً من البرتغال بينهم، لكن بعدها غادره كارفايو وفيرير، وفي توتنهام الإنجليزي، تتكرر القصة بالتفاصيل نفسها، فالمؤكد أن الوضع لم يكن ليتغير، لو لم يتخلَ عن أبرز نجومه، لوكا مودريتش وجاريث بيل.
ريال مدريد بعد رحيل رونالدو، فقد حتى من قيمته السوقية، فتراجع إلى المركز الثالث، وخرج مليون متابع من حساب النادي على موقع التغريدات الشهير «تويتر»، وذلك خلال 24 ساعة فقط من إعلان النادي بيع نجمه إلى اليوفنتوس، لكن الأهم من القيمة السوقية والإعلامية، القيمة الفنية التي يبدو أنها في تراجع، وأن النادي الملكي، تنتظره أيام، قد يجبر فيها عن التخلي عن دور الملك، فالأثر الذي تركه رحيل «آر 7» كبير جداً، فالآن عرف الريال شعور العقم الذي يمتد لثلاث مباريات دون تسجيل، وهو شعور لم يعرفه أي «ريالي» منذ جاءهم رونالدو في العام 2009.
في المقابل، تكفي نظرة على واقع يوفنتوس الإيطالي اليوم، لنعرف حجم الطفرة التي طالت أداء اليوفي، بعد انتقال رونالدو، وهي طفرة واكبت أيضاً طفرة مالية، منذ الساعة الأولى لوصول رونالدو، فقد باع النادي الإيطالي بما يعادل نصف قيمة رونالدو من قمصان اللاعب التي طرحها في متاجره حول العالم.
النجوم هم محور اللعبة في أي نادٍ.. هم من يحملون على عاتقهم مسؤولية تشكيل شخصية الفريق وإقناع الجمهور أن ناديهم يستحق، ومن دونهم قد يتغير كل شيء، وبمرور الزمن، قد يفقد النادي حتى الجمهور.

كلمة أخيرة:
التفريط في النجوم.. قد يعني التفريط فيما حققه النجوم