منذ عشر سنوات، وتحديداً في السادس عشر من نوفمبر عام 2008، بشرتنا الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، بنبأ القانون الذي دخل حيز التنفيذ، والذي يمنع ازدواجية عمل أعضاء الاتحادات الرياضية، لضمان حمايتهم من شبهة الانتماء، ولدعم التحول من الهواية إلى الاحتراف.. هكذا قالوا، وهكذا دوماً نقول، فما أسهل أن تقول.
اليوم.. ما زلنا في الدائرة نفسها.. ما زلنا نتحدث عن التعديلات على النظام الحالي للانتخابات، وتلك المادة «اللغز» في اللائحة التنظمية والتي تؤكد عدم جواز الترشح إذا ما اكتسب العضو المرشح لمجلس إدارة الاتحاد أية صفة أخرى، إدارية أو فنية في أي نادٍ، بما فيها عضوية شركات الألعاب، وذلك منعاً للتحايل وسداً للثغرات، وأنه بات لزاماً على أعضاء مجالس إدارات الأندية الفائزين في انتخابات الاتحادات، الانسحاب من عضوية تلك الأندية، أو إلغاء نتيجة هذه الانتخابات.
تُرى.. هل تكون تلك الزاوية الأخيرة في هذا الأمر.. يعني من الغد سنغلق هذا الباب ونريح ونستريح، أم أننا سنحتاج إلى عشر سنوات أخرى، نعود بعدها لفتح هذا الملف، أو ربما في ذكرى الاحتفال باليوبيل «الفضي» لانتصار «الخارقين»، أولئك الذين يمتلكون الرؤية والبصيرة والإمكانات للإبداع في أكثر من جبهة، ونثر رؤاهم في كل مجال.. أولئك الذين لم يبرعوا فقط سوى في صنع كرات الخيط المتشابكة التي لم يعد بإمكان أحد حلها.
نحن لا نشكك في أحد، لكنّ «الازدواجية» في حد ذاتها تشكيك، وحرمان آخر من خدمة وطنه بدلاً منك، فقط لأنك تريد «التكويش» على كل ما تطوله يديك «تشكيك» وجمعك المناصب دون أن تضيف إليها «تشكيك»، ومشاركتك في قصة عبثية تطول لعقود، فقط لحمايتك أنت، دون أن يكون لها مردود حقيقي على الرياضة «منتهى التشكيك».
لسنا وحدنا من تسبح لوائحنا في هذا الجب العميق.. وأنا أحاول أن ألقي نظرة على واقع من حولنا، وجدتنا جميعاً هكذا.. في مصر وفي السودان وفي الكويت وفي كل البلدان العربية تقريباً، بدا العنوان واحداً.. الكل يشكو، والكل في قضايا متداولة بالمحاكم، والكتاب يتكتبون ويشجبون وينددون، لدرجة أن الأمر وصل في مصر وفي عهد الوزير خالد عبدالعزيز، حد الازدواجية حتى في الاتحادات نفسها، فأشهروا أكثر من اتحاد للعبة واحدة، ولا تعرف في النهاية لمصلحة من كل هذا العبث، ولماذا كتب علينا دون غيرنا، أن ننشغل بما هو أدنى عما هو أهم.. ننشغل باللائحة فننسى اللعبة، وننشغل بالمناصب فننسى ما جئنا من أجله.
ربما لن يجدي، سوى أن نخاطب الخارقين أنفسهم، كي يرفقوا برياضة الإمارات إنْ كانوا حقاً يحبونها.. إنْ كانوا يريدون مصلحتها.. يكفيكم كرسي واحد و«عشرة إنجازات».
كلمة أخيرة:
الصالح العام.. أبعد ما يكون عن مجرد «الكلام»