ما زلنا نتذكر البدايات الأولى لرياضتنا مع قيام الدولة وإشهار الأندية والاتحادات، وكيف كانت الأندية تعج بالأنشطة الرياضية المتعددة والثقافية المختلفة، وانخرط غالبية سكان المنطقة على الأنشطة بمختلف أنواعها، ويقضي الواحد منهم ساعات طويلة في النادي، حيث وسائل وأماكن الترفيه في المحيط الخارجي للنادي غير متوافرة بالكم الحالي، وكانت الأندية تقدم كل ما يجذب الشباب إليها من أنشطة وفعاليات تشبع الرغبات الملحة في تلك الفترة، وباتت الرياضة والتنافس فيها جوهر اهتمامهم.
وفي مرحلة لاحقة، خطت الأندية مرحلة التنافس الرياضي في الألعاب الفردية والجماعية المختلفة، وقامت الاتحادات المشهرة في تلك البدايات بتنظيم البرامج والمسابقات التي تخدم كل لعبة على حدة، وتدعم مشاركاتنا الخارجية على المستويات المحلية والإقليمية والعربية بشغف المشاركة، والحرص على التمثيل المشرف، والشواهد على ذلك كثيرة في كل مشاركاتنا الخارجية،
إلا أننا ومع دخولنا مرحلة الاحتراف، لم نلمس تلك الطفرة المطلوبة من رياضتنا، والنتائج التي ينبغي تحقيقها مع مستجدات المرحلة، واحتراف كل المنظومة الرياضية من لاعبين ومدربين وحتى بعض الإداريين، الأمر الذي يثير دهشة الجميع وتساؤلاتهم المشروعة.. أين نحن من الاحتراف الذي دخل المنظومة الرياضية، والدعم السخي المقدم والموازنات المرصودة في ظل النتائج المتواضعة لغالبية رياضاتنا باستثناء القلة منها التي تحقق النتائج وتحرز الكؤوس والميداليات في تنظيمها للبطولات ومشاركاتها الخارجية.
أليس هذا يدعو للتساؤل والبحث والتدقيق في مخرجات الأنشطة الرياضية وأسباب نتائجنا التي لا توازي تطور المنظومة الرياضية إدارياً ودعمها الكبير مالياً، ولماذا لا تدرس الجهات المعنية مسببات ذلك بمقارنة بين هواية البدايات واحتراف الحاضر وماذا تحقق؟ وهل نتائجنا توازي تطورنا الإداري ودعمنا المادي؟ وما هي الحلول المقترحة لتصحيح المسار بما يحقق أهدافنا وما يوازي مستويات البنى التحنية ومنشآتنا الرياضية المتطورة التي تقارع الدول المتقدمة ونجاحاتنا في تنظيم البطولات والأحداث العالمية.
لا بد من دراسة الوضع والوقوف عند النتائج التي لا تتوازى مع تطورنا الرياضي، واعتلاء كوادرنا الرياضية الإدارية سدة رئاسة الاتحادات القارية وعضوية الدولية، ويشار إليهم بالتميز هناك، ونتساءل نحن هنا عما يجب عمله للحاق بركب الدول التي تحقق نتائج أفضل في ظل تفوق كوادرنا الإدارية في تلك المنظمات.
فلندرس الفارق في نتائجنا في مرحلتي الاحتراف والهواية، وتبوء كوادرنا الإدارية مواقع في تلك المنظمات، ونجاحاتهم المشهودة، لأن ما نحققه لم يعد مقبولاً.