في يناير المقبل، يحتفل الترجي التونسي بمرور مائة عام على تأسيسه.. إذن لقب «الأميرة السمراء» هدية تستحقها دولة الترجي في تلك المناسبة.. هو سعى إليها أكثر من الأهلي المصري، وتوج كفاحه بفوز غالٍ وثمين ولقب حصل عليه من أنياب بطل القارة وفارسها المغوار الأهلي.. الأقدار تكافئ من يستحق.
في التاسع من نوفمبر أيضاً قبل 11 عاماً، خسر الأهلي لقب دوري الأبطال الأفريقي بثلاثية على يد النجم الساحلي في القاهرة.. كان ذلك في نسخة 2007، وتكرر السيناريو أمس الأول وعلى يد فريق تونسي أيضاً، لكن الفارق كبير بين المشهدين، فلا تزال جماهير الأهلي ترى أن الحكم المغربي عبدالرحيم العرجون هو من حرمها اللقب في 2007، حين لم يحتسب ضربتي جزاء لأبو تريكة وشديد قناوي، وطرد مدافعهم الصلب عماد النحاس، كما أن الأهلي أحرز هدفاً وقتها، وهو ما لم يحدث أمس الأول، بل إن ثلاثية الترجي، هي أكبر هزيمة للأهلي خارج ملعبه طوال تاريخه في نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهي إحدى مرتين فقط يعجز فيها «المارد الأحمر» المصري في إياب نهائي الأبطال، طوال تاريخ مشاركاته في البطولة.
تحلو الألقاب بمن يحصل عليها، ومن يمنحها إياه، وثلثا فرحة دولة الترجي من قطبي مصر، الأهلي والزمالك، ومن بين الثلاثية الأفريقية التي يزهو بها، حقق لقب 1994 على حساب الزمالك، وها هو يحصد ناصية المجد الأخرى على حساب الأهلي، بعد مباراة رائعة كان خلالها الترجي هو الطرف الأقوى والمسيطر من البداية حتى النهاية، والأهلاوية أنفسهم يعلمون ويقرون أن بطولة الترجي لا تشوبها شائبة، وإنما هي بطولة مستحقة تستحق أن تكون للاحتفال الذي سيعم أرجاء النادي التونسي على إيقاع صخب المشاركة في كأس العالم للأندية.
النهائي الأفريقي بين الترجي والأهلي، سبقه شحن زائد عن الحد بين جمهور الناديين، عرف طريقه إلى الإعلام، للدرجة التي كان يخشى معها المحايدون والمترقبون من حدوث ما يعكر صفو المواجهة والكرة العربية عامة، لكن نتيجة كالتي حققها الترجي، قطعت الشك باليقين، وأكدت لجماهير الأهلي قبل الجماهير التونسية، أن البطولة ذهبت إلى حيث يجب أن تذهب.. الثلاثية أهدت جماهير الترجي فرحة أنستهم ما سواها، وربما أنست الأهلاوية والجماهير المصرية أنفسهم، وانصرف غضبهم بعدها إلى الفريق والمدرب.
يستحق الترجي هذه الفرحة الكبيرة التي يصنعها للمرة الثالثة في تاريخه بأيدٍ ورؤية وطنية، من البنزرتي إلى نبيل معلول، ثم معين الشعباني الذي جاء خلفاً لخالد بن يحيى، ويستحق أن ينهي معاناته مع ملعبه في رادس الذي انحاز له أخيراً، بعد 4 مرات كان فيها كريماً مع الضيف الأهلاوي، وكذا يستحق أن ينهي سنوات عجافاً من المواجهات مع الأهلي، وأن يحقق أول فوز له على «الأحمر»، بعد 10 مباريات متتالية، بدأت من مرحلة المجموعات في دوري الأبطال عام 2011، لكن هذه المرة أمس الأول، تساوي الكثير.. هي المرة التي «ملأت الجرة».
** كلمة أخيرة:
الترجي لا يفوز بدوري الأبطال إلا في ملعبه وعلى حساب شقيق عربي.. يكفينا أن اللقب للعرب.