لم تقدم «نسخة 2018» لدوري أبطال آسيا جديداً، البطل من شرق القارة والوصيف من الغرب، بفوز كاشيما إنتلرز الياباني باللقب على حساب بيروزي الإيراني، وكأن عجلة الزمن لا تدور، إذ لا تزال فرق شرق القارة تهيمن على اللقب الآسيوي، في آخر سبع سنوات، بينما تكتفي فرق الغرب، ومن بينها الفرق العربية، بالتأهل «الإجباري» إلى النهائي، من دون أن تتذوق شهد البطولة.
والفارق بيننا وبينهم أنهم يطبقون الاحتراف الحقيقي الذي احتفظ لليابانيين باللقب الآسيوي للعام الثاني على التوالي، بعد فوز أوراوا ريد دايموندز بلقب 2017، وفوز كاشيما بلقب 2018، بينما تحول الاحتراف في ملاعبنا إلى نوع من الانحراف، إذ يحصل اللاعب على أكثر مما يستحقه بكثير، وبات الاحتراف فرصة للاغتراف، من دون أن نتقدم خطوة واحدة.
ولا أتصور أن الوضعية الحالية التي تجسد تفوق الشرق على الغرب ستتغير في النهائيات الآسيوية بالإمارات مطلع العام المقبل، لأن تفوق الأندية سينعكس على تفوق المنتخبات، بعيداً عن المفاجآت والحسابات غير المنطقية.
***
اللافتة التي رفعتها الجماهير اليابانية، في وجه 100 ألف مشجع إيراني، في استاد آزادي، والتي تقول «جئنا إلى هنا لنصنع التاريخ»، ستظهر مجدداً في مونديال الأندية بأبوظبي الشهر المقبل، لمؤازرة الفريق الذي سبق له التأهل إلى المباراة النهائية في مونديال الأندية 2016، برغم تأهله لتلك البطولة بصفته بطل اليابان، بينما يأتينا هذه المرة بطلاً لآسيا للمرة الأولى في تاريخه.
***
مثلما كان فوز كاشيما باللقب الآسيوي عن استحقاق، فاز الترجي التونسي باللقب الأفريقي بكل الجدارة أيضاً، بعد أن ضرب ستة عصافير بحجر واحد، هزم الأهلي المصري بثلاثية نظيفة، في أقوى ريمونتادا في تاريخ نهائي البطولة، وكسب اللقب الأفريقي الثالث، وتأهل إلى مونديال الأندية لثاني مرة في تاريخه، وتأهل أيضاً للقاء بطل الكونفدرالية في السوبر الأفريقي، وكسر عقدة استاد رادس أمام الأهلي، والأهم من ذلك أنه ثأر لنفسه من الظلم التحكيمي الذي تعرض له في مباراة برج العرب، وكان وراء «تجميد» نشاط حكم المباراة، بينما دفع الأهلي فاتورة الأخطاء العديدة، وأهمها ذلك السلوك المشين الذي ارتكبه مهاجمه وليد آزارو عندما قام بتمزيق قميصه، لإقناع الحكم بأحقية الأهلي في ضربة الجزاء الثانية في مباراة الذهاب، فأوقفه «الكاف» مباراتين، فخسر الأهلي جهوده في المباراة النهائية.