عشنا عقوداً طويلة لدينا قناعة تامة، بأنه لا يوجد على سطح الكرة الأرضية «كلاسيكو» أهم من «كلاسيكو» برشلونة وريال مدريد، بدليل أنه يحمل لقب «كلاسيكو الأرض»، إلى أن جاءنا «كلاسيكو بوكا جونيورز وريفربليت» الأرجنتيني في أول نهائي بينهما على لقب بطولة ليبرتادروس، المؤهل لمونديال الأندية بأبوظبي.
ومثلما أعادت العاصمة أبوظبي اكتشاف الوجه الجميل للسودان الشقيق، من خلال «سوبر» الهلال والمريخ، أعادت قناة «أبوظبي الرياضية» اكتشاف
«منجم الذهب» في جنوب أميركا، من خلال النقل الحصري والتغطية المتميزة لـ «السوبر كلاسيكو» بين الغريمين الكبيرين البوكا والريفر «تعليقاً وتحليلاً وتقديماً وتقييماً تحكيمياً»، والتي تعد المواجهة بينهما، حتى ولو كانت ودية، معركة كروية حامية الوطيس، تعلن من أجلها الأرجنتين بأكملها حالة الطوارئ القصوى، وكأن معركة الفوكلاند عادت من جديد!
ورغم أن مباراة الذهاب كانت فوق صفيح ساخن، إلا أن «علبة الشيكولاته» وهو اسم ملعب البوكا «لا بومبونيرا» قدم لنا العديد من الدروس المستفادة، من بينها تلك الروح الرياضية التي غلفت المباراة، رغم الروح العدوانية التاريخية بين الفريقين، وعدم الاعتراض على قرارات الحكم التشيلي الذي تجاسر ووافق على إدارة المباراة «الملتهبة»، في حين اعتذر عن إدارتها الكثيرون، والأهم أن التزام اللاعبين داخل الملعب انعكس على سلوك المدرجات، فمرت المباراة بسلام، دون وقوع ضحايا، عكس ما جرت عليه العادة في معظم مباريات الفريقين، فضلاً عن تلك الروح الودية التي تسبق المباراة الحاسمة بينهما يوم السبت المقبل بملعب الريفر، والتي ستحدد بطل القارة وممثلها في «مونديال أبوظبي»، حيث بادر رئيس الريفر وطالب الشرطة بعدم تفتيش غرفة ملابس البوكا قبل المباراة، عكس ما حدث في غرف ملابس ملعب البوكا، عندما قامت الشرطة بتفتيش غرف ملابس الفريق، وفتحت حقائب كل اللاعبين مستخدمة الكلاب البوليسية، لتجنب دخول أشياء غير مسموح بها إلى غرفة الملابس.
وجاء التعادل بهدفين ليضفي مزيداً من الإثارة والتشويق على النهائي المنتظر، ومهما كانت النتيجة، فإن أبوظبي ستكون محظوظة بتأهل أحد الفريقين لمونديال الأندية، وأهلاً بالصخب الأرجنتيني اعتباراً من نصف النهائي، ولا عزاء لفرق البرازيل!
×××
بعد التعادل مع بوليفيا، يطفو على السطح سؤال له ما يبرره متى يكسب «الأبيض»؟