عندما تستثمر الإمارات 1.6 تريليون درهم لضمان جودة الحياة، وتستخدم الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، وتحافظ على مكانتها بين أفضل خمس دول في العالم، في الرعاية الصحية، فهذا يعني أننا نستعد للمستقبل، ونتوقعه أيضاً، لنذهب إلى مئوية تأسيس دولتنا، بعد 53 عاماً، بذهنية مَن يعرف حجم التحدي، ويتهيأ له، ولا يراه بعيداً.
الدورة الثانية من «الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات» التي بدأت أمس في أبوظبي، لخّصها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأنها «محطة أساسية في الطريق نحو مئوية الإمارات 2071، وتجسيد لروح الفريق الواحد في الدولة التي أرساها زايد..»، وتمثل قراءة سنوية دقيقة لمسار الإنجاز، واستراتيجيات التنمية الشاملة، بالتكامل بين الحكومات المحلية والاتحادية.
الدولة بذلك تضع أكثر من حجر أساس في كل قواعد النهضة الوطنية التي يقوم عليها معمار الإمارات، وقد أصبحت رؤية 2021 واقعاً محفزاً لمزيد من الإنجازات والتخطيط للقادم، ذلك أن النتائج المبهرة التي حققناها في مؤشرات التنمية الدولية والإقليمية، تشجع على تسريع إيقاع العمل، وتمنحنا كثيراً من الطاقة الإيجابية على تحدي الأرقام، وكسر احتكار الدول المتقدمة لها.
نحن لسنا دولة نامية، وفقاً لمعايير التنمية البشرية في أبعادها الاقتصادية والمعرفية. نحن دولة متقدمة: الأولى عالمياً في جودة الطرق، والمساعدات الإنمائية، ومؤشر التسامح، والثانية في الثقة في الحكومة، وسوى ذلك، ونتصدر الدول العربية في مستويات التنمية والازدهار كافة، وحين تجتمع حكومتنا سنوياً لتقييم الإنجاز، والتخطيط للمستقبل، فذلك ليس للركون للراحة بما تحقق، بل ليستمر الطموح والعمل المركّز في قيادة أحلامنا وغاياتنا الكبيرة في عالم لا يعترف بالتردد والبطء، والقناعة بالقليل.
نحن دولة متقدمة، وعالية الهمة. أنفقنا 33 مليار درهم على القطاع الصحي، في السنوات الست الماضية، و23 ملياراً على التعليم، والمحصلة أننا نتفوق على دول صناعية في قارات العالم في مستوى الرعاية الصحية، ونسبة التحاق أبنائنا وبناتنا بالتعليم العالي تصل إلى 76%، ولدينا ثماني جامعات من الأفضل عالمياً، أما الأمية، فلا يعرفها مجتمعنا، ويتطلع إلى محو الأمية المعرفية في التكنولوجيا قريباً.
الشواهد أكثر من أن تحصى، لكن كل إنجاز تراه قيادتنا محطة يجب أن تفضي إلى أخرى، وذلك في صلب رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما يقول: «علمنا زايد أن لا سقف للأحلام والطموحات، وآمال شعب الإمارات تكبر يوماً بعد يوم، وكل فرد منا يحمل مسؤولية تحقيق تلك التطلعات».