تعود الأيام كما الطيور وهي تحلق نحو لحظاتها الشيقة، نحو مواسمها، حيث استمرارية بقائها، تعود الأيام كما هواء المحبة حين يلامس القلوب، تعود كانسياب الماء في مجراه، تعود حاملة فرحا كثيرا وحبا أكثر يشيع في البلاد كلها، يلبس أرواح صغارها وكبارها، فرح ينتقل مع نسمات الهواء، وحبا يُعدي كل القلوب وينسج على الوجوه ابتسامات وضحكات تملأ النهار والليل.
تعود الأيام لتسرد قصص الماضي، قصص ماضي الإنسان هنا، الإنسان الذي واجه الصعاب بقوة الصبر وكسر المستحيل بمجداف، سار في البحر إلى أقصاه، وغاص في الأعماق، وجلب أنفس ما فيه، ذرع الصحراء وطوع الرمل في مسراه، صعد الجبال، رافقها وعاش بينها وفيها حتى انحنت له القمم، زرع الأرض واعتلت نخيله طوالا، سامقات، فارهات تجود بخيراتها على مدى الأيام والزمان، واكتست بقاع شاسعة باللون الأخضر.
تعود الأيام، أيام «الإمارات» الكبرى لترسخ معنى الوحدة، معنى الاتحاد وقيام الدولة، تعود لتصر عزيمتنا على دوامها وقلوبنا على توحدها، لتكتب الحروف والكلمات والجمل في عزها ومجدها، في سيرتها البهية وفي إنسانها العاشق، المخلص المتفاني، الصبور، الشغوف والمبدع الخلاق.
تعود الأيام ليحضر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون، لنتذكر خطوتهم الكبيرة نحو لم أطراف الأرض ومزجها في دولة يرف علمها في السماء، ويقول للأجيال كيف صار وتبدل الوطن من حال إلى حال، كيف اعتلت نجمة في الأعالي اسمها الإمارات ترنم بها عشاق كثر ودار في فلكها أجناس وأجناس، أحبوها فأحبتهم، قربها يشعرون بالفرح وفي أمانها طابت لهم السكنى.
هذه الأيام هي فرحة الوطن الكبرى في اتحاده، الفرحة بيوم التحقق والوجود العالمي، يوم الإعلان عن الفجر الساطع والإنجازات الأسطورية في مسيرة استثنائية بامتياز.
أيام الفرح تعود حاملة كل الذكريات الجميلة التي انتشت بها الروح، وابتهج بها التفكير، تعود الأيام وفي امتداد الفضاء المفتوح يرنو البصر، حيث الأمنيات بالأجمل، بمسيرة يستمر نورها، يتمدد ويتسع ليرسخ نموذجاً تقدمياً، يكلله إيماننا العميق بالوطن والقيادة والقانون.
هي الأيام تعود حاملة لكل الوطن المحبة والسلام.