على غير العادة، سأبكي على اللحظات الأخيرة من هذا العام، وسأسكب دموع الامتنان والشكر لعام كان مختلفاً تماماً ولا يشبه غيره، عام قدم لي الكثير من المكافآت وكأنه يتوج كل ما مضى من العمر. سأودع عام 2019 وكلي سعادة بكل لحظة عشتها فيه وأنا بصحة وأمل وطاقة وحب وخير. سأودع هذا العام وامتناني يبلغ عنان السماء لكل من جعلهم الله في طريقي مهما كان ما قدموه لي في هذا الطريق. ممتنة لأولئك الذين كانوا سنداً وعزوة، لمن نثروا الفرح في طريقي، لوالدي اللذين أحاطاني بدعائهما الممتد للأبد، لإخواني الطيبين الذين تعاملوا مع تقصيري وغيابي بكل حب وصبر. وممتنة لصديقاتي الجميلات اللاتي احتوينني وتحملن غرائبي وشطحاتي بكل تفهم وثقة. ممتنة لذلك الرجل الذي جعل الله فيه خلاصة دعوات المحبين لي في كل سنوات عمري.
لا أجمل من الشعور بالرضا عن كل ما مضى، دون حسرة أو ندم أو حتى ضيق. لا أجمل من التعاطي مع كل المحن التي كانت، واعتبارها منحا من الله يختبرنا فيها ويثيبنا على حسن تدبيرنا لها. ولا أجمل من القناعة بأن كل ما حصل وما لم يحصل مقصود في طريق السعادة لنا، تلك السعادة التي يخصها الله لكل إنسان على وجه الأرض، وينتظر منه أن يدركها ويكون ممتنا لها.
في هذا العام، تعلمت أن قناعاتنا إن لم تقترن بالشجاعة، فلا معنى لها. لأن الحياة تمنحنا فرصا كثيرة لنفعل فيها ما ندعي أنها مبادئنا، ولكنهم قلة من يملكون هذه الشجاعة لتنفيذها في الواقع، فتظل أفكارا يحملوها كشعارات ويطلبون من الآخرين تحقيقها فيما لا يملكون قدرة بشأنها إلا على الحديث حولها.
أعتذر لنفسي في هذا العام الذي علمني أن الحياة قصيرة جداً جداً، لا تستحق تلك الساعات والليالي التي هدرتها بألم حول ما اعتقدت أنه مصيري، فيما مصيري محتوم من الأزل.
أشكر هذا العام الذي وضعتني أيامه في مواقف اكتشفت فيها خفايا صدور أناس كان يمكن أن يمضي العمر ولا أعلم نواياهم الحقيقية تجاهي.
سأجعل عيني تدمعان بحب كبير وامتنان شديد لكل هذه العطايا التي أدركها عقلي الصغير، وكلي قناعة بأن عطاياه التي لا أعرفها أكبر وأعظم، والقادم أجمل. شكرا عام 2019.