بنى الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وطناً يصون كرامة مواطنيه والمقيمين على أرضه. وهذا البناء أسهم في تجانس ملحوظ، جمع البنية التحتية والنهضة الشاملة بثقافة الإنسان وتحضره وتماشيه مع الواقع والحاضر. لقد بنى منظومة متكاملة ترعى تفاصيل الحياة الدقيقة، وتنظر إلى المستقبل بكل ثباتٍ وثقة، فطبيعة ترسيخ القيم والمبادئ نبعت من قلب محب أخلص فأعطى جل ما لديه. لذا كان من الطبيعي أن نرفع أيدينا للدعاء له عند كل أذان وفي كل صلاة، وتحتبس أنفاسنا عندما نرى الأطفال يقبلون صوره ويحبونه وهم لم يروه. الإيجابية تتحدى المستحيل، وقد تحدت الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أمور كثيرة، إلا أن عزمه ومواقفه وحكمته وفلسفته الضمنية تجاوزت التحديات، وسبق رؤية الآخرين، فكان لنا هذا الوطن النموذجي.
أمس اتصلت بي أختي المسافرة لتقول: «عاشة، تصدقين اتصل بي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، يهنئني باليوم الوطني وذكرى الاتحاد. فقلت لها: وكذلك اتصل بشعبه، فردت بفخرٍ واعتزاز: الحمد لله أنه أفرحنا جميعاً... بصراحة كانت التفاتة جميلة من سموه القائد المبدع الملهم». وبعد ساعات قليلة عاودت الاتصال لتقول لي: «عاشة، البشارة... جواز سفر دولة الإمارات بلغ المركز الأول عالمياً... الله يحفظ عيال زايد اللي أكرمونا»، فقلت لها: «الحمد لله، وبشرك الله بحج الجمعة ولكن يبدو أنك مسافرة وأخبار البلاد توصلك قبل لا توصلنا. فردت بحسرة: والله أني مجبورة على السفر والا اللي عنده بلاد شرات بلادنا ماله حايه في السيرة واليية». لقد لخصت مفاهيم وقيم الوطن في عبارة واحدة ولكني أردف قولها: «الغالية، لقد تضاعفت مسؤولياتنا، ها قد أصبحت الإمارات عاصمة العالم، على سكانها أن يكونوا قدوة ومثالاً أعلى يترك انطباعاً وينشر ثقافة السلام والتسامح.. ونحن يا أم بالخير نسافر بلا قيود وكأننا في القرن الثاني والعشرين، فنحن لن نحمل حقائب أو جوازات سفر، بل قلوبنا المُحبة ورسائل الشيخ زايد وأبنائه التي تعزز قيم الإنسانية، وأن يكون العالم بنكهة الإمارات ألذ وأجمل».
للعارفين أقول «الحمد لله، عبارة طالما رددها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، فبالحمد تزداد النعم وتدوم وندعو الله أن يغفر لشهداء الواجب، فهم عماد الوطن ودرعه الذي يتصدر قائمة الشرف والتاريخ. تبارك وطننا وتباركت قيادتنا الرشيدة وشعب الإمارات الوفي والشكر العرفان لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، فهو من جعل الإمارات عاصمة العالم والمستقبل».