مع تقلبات الطقس هذه الأيام تتزايد احتمالات انتقال العدوى بين المصابين بنزلات البرد والإنفلونزا وغير المصابين، وتستنفر الأجهزة الطبية والدوائر الصحية المختصة لمواجهة تداعيات الموسم لما له من تأثيرات على المجتمع وحركة العمل في مختلف القطاعات. وتتكبد أكبر الاقتصادات العالمية خسائر بمليارات الدولارات في مواسم «النزلات الوافدة» كما يُطلق عليها.
وقد سارعت دائرة الصحة في أبوظبي وكذلك الوزارة لدعوة الجمهور للتطعيم المتاح ضد الإنفلونزا، وبعدما كان محل شد وجذب بين «الضمان الصحي» والعيادات والمستشفيات، شهدت أبوظبي مبادرة نوعية وإيجابية عندما وفرت «صحة» اللقاح مجاناً في المراكز التجارية بما يؤكد الأهمية التي توليها للوقاية والتحصين لحماية الجميع، ولكن للأسف الكثير منا ينظر للأمر نظرة سلبية ولا يتفاعل مع مثل هذه المبادرات والغايات السامية، فمنهم من يعتقد أنها مجرد تصريف لمثل هذه اللقاحات من دون أن يدرك الغاية منها والأموال الطائلة التي أنفقت من أجلها. كما لا يدركون خطورة هذه النزلات وسلالاتها وتطورها، خاصة عندما لا يتم التعامل معها بصورة صحيحة، وبعض تلك السلالات من الشراسة، بحيث إنها تستعصي حتى على المضادات الحيوية، كما تلك التي تظهر في الأماكن الموبوءة.
ولعل ما رفع من درجة الاستنفار والاستعدادات في المناطق الطبية مع دخول الموسم ظهور حالات حادة في إحدى المدارس الابتدائية الخاصة بإحدى الجاليات الآسيوية. واضطرت إدارة تلك المدرسة لطمأنة الأهالي بأن الوضع تحت السيطرة، خاصة أن القاسم المشترك بين المصابات أنهن أمضين إجازة في بلادهن التي شهدت مؤخراً فيضانات عاتية كانت الأعنف منذ قرن، وخلفت إلى جانب الدمار والإصابات البشرية أمراضاً وأوبئة.
نزلات البرد والإنفلونزا بأنواعها تمثل خطورة بالغة على الرضع والأطفال والحوامل وكبار السن وأولئك الذين يعانون مشاكل في الجهاز التنفسي، مما يستوجب توفير البيئة المساعدة لهم لتفادي الإصابة قدر الأماكن.
نعود للتأكيد على ضرورة تفاعل الجميع مع هذه المبادرات الوقائية، خاصة في أماكن التجمعات، وبالذات في المدارس والمراكز التجارية وحتى المساجد التي يصر بعض القائمين عليها على رفع درجات التكييف لمستويات من البرودة العالية، رغم اعتدال الجو في الخارج حالياً. ورفع درجات الوعي باتباع الإجراءات والمعايير الوقائية من أجل سلامة الجميع، وغالبيتهم يحرصون على الخروج والتواجد في المناطق التي تشهد فعاليات عدة سواء بمناسبة أفراح اليوم الوطني أو الأنشطة الشتوية.