تآلفت القلوب، لتصبح المحبة في الشوق أصيلة، فجاءت من الدمام الجميلة دعوة، ومن صحيفة «اليوم» بالذات، والتي ارتأت أن تقيم احتفالا كأول صحيفة سعودية، باليوم الوطني الإماراتي، فلبيت الدعوة مع الزميلة المبدعة أسماء الزرعوني، ومن الجانب السعودي، حضر الدكتور عبد اللطيف الملحم، وحضرت الإعلامية مها الوابل. ورحب الإعلامي رئيس مجلس إدارة دار «اليوم»، الزميل وليد المبارك، بالمشاركين، مؤكداً عمق العلاقات السعودية الإماراتية. وكان من الجلي اهتمام الدار بهذه المناسبة، حيث سخّرت كل ما لديها من إمكانيات، فلم نشعر بالبعد الجغرافي ولو للحظة، فكيف لنا ذلك مع دلالات الفرح العارم، وقد عبر عنها الشعبي. فمنذ لحظة الوصول إلى المطار، ترى ملصقات الفرح، زينة تحمل صور قادة السعودية والإمارات، فيشعر المرء بقمة الابتهاج، تترجمه حالة الترحاب بصالة مطار الدمام التي توشحت بأعلام الإمارات، مثلما تشهد على ذلك الطرقات وشوارع المملكة.
قلت في الندوة التي أقامتها الصحيفة: العلاقة بين البلدين أصبحت استثنائية. وردا على بعض وسائل الإعلام التي تردد بأن النسيج الخليجي العربي ستفككه العلاقات الاستثنائية، قلت: هذه العلاقة، لا تحمل ضرراً للمنطقة بل التقاء الإمارات والسعودية شعبياً وثقافياً من شأنه أن يقوي العلاقات الخليجية، وبهذا التلاحم الرصين أصبح روح التقاء الدولتين، هو الدرع الواقي، وهو الأمان التي تحتاج إليه المنظومة الخليجية وشعوبها.
وعرج بنا الحدث إلى مركز إثراء، الذي تزين بعلم الإمارات وصور رئيسها، بينما ساحتها تزهو بالفنون الشعبية، وتصدح الأغاني مع تفاعل راقٍ من الشعب السعودي الذي قدم بكل أطيافه ومستوياته، كما حضر السفير الإماراتي ليؤكد هذه العلاقة الجميلة والمشرقة.
كنا على دراية مسبقة بأن هذا المركز يلعب دوراً مختلفاً في الحياة الثقافية، ويعتبر منارة ثقافية زاهية، تروي الصحراء العربية بماء الحضارة التي قيل إنها تلاشت إلا أن بريقها توهج من جديد، ورسم لوحات مختلفة من الأيقونات الحديثة والقديمة، وكان للفكر دور يتمازج مع الحداثة المتفردة والتي نادراً ما ترى في المكتبات العريقة، حيث تفوق هذا المركز الجميل على المراكز الشبيهة.
ومن جمالية المركز أنك في أدواره العليا تقابل العالم الحديث من خلال مكتبات ورؤى ثقافية حاضرة ومستقبلية، أما الأدوار السفلى فهي عبارة عن رحلة في الماضي وفي أعماق التاريخ ودهاليز البحار والمحيطات وتكوينات الحياة التي تشكلت قبل مئات السنوات، وشهدت على تحولات الجزيرة العربية عبر العصور.