القلب يخشع، والعين تدمع، والعقل يهجع، من سلوك وطن وضع نجوم الأمنيات بين الأيدي، ومهد الزمن ليكون وسادة حلم ما أفزعته حاجه، ولا أرهقه عوز. لا أعتقد أن بلداً في الدنيا، مدت الفيض للإنسان، سخاء، عطاء، مثلما يحدث على هذه الأرض، التي حباها الله بقيادة تسهر ليأمن الناس، وتبذل لتثري النفوس بالطمأنينة. ينام المرء، ويصحو على صوت رسالة نصية، توقظه على بشارة تفتح له أفق الحياة، مزخرفة بأهداب الهناء، والسعادة، والاستقرار.
هكذا هي فعلت هيئة الإسكان في أبوظبي، وهكذا وصلت الرسالة للناس، محملة بأطيب التحيات، وأحلى الأمنيات لِغَد يرفل بوشاح السعادة لكل مواطن، وهكذا عنونت الرسالة بشيم الكرماء، وقيم النجباء، وسمات الذين يحبون الوطن، كما يحب الطير التحليق، ويعشقون الإنسان، كما تعشق الموجة السواحل. خطوة فوق الأرض، تمضي بِنَا خطوات في السماء، ونحن نرى ونسمع عن تجليات أسمعت من به صمم، ووصلت إلى الأقاصي، حيث الصيت يرفع راية الإمارات عالية، بفضل الذين يرسمون الصورة المثلى لإنسان ما كلت قريحته عن وصف الأمنيات كيف تكون مثل النجوم، عندما تزينها زخات المطر، وتغسل جبينها نثات السحابات الندية وتثري وجدانها هفهفات النسائم الآتية من فيض المخلصين، ورخاء الصادقين.
فيا وطن العشاق، هطولك من نسق القيم التي نشأت على التضحيات، وسمات الأخلاق التي نمت على ضفاف قلوب سجيتها التفاني، وطويتها العطاء بلا حدود.
يا وطن السامقات، الباسقات الشاهقات، من أصول، وفصول، لك البشرى والهناء، وأنت تنعم بقيادة تشرق مع الشمس بأياد بيضاء كما الموجة، وتسفر مع الأقمار بقلوب كأنها السحابات، وتمضي في المدى امتداداً يمتد بمداد الكلمة المقرونة بالفعل، وتمضي أنت ياوطن، مثل فلسفة التاريخ، بأن الحياة استمرار بالحركة، ولا توقف، ومع الحركة ينهض العطاء نخلة وارفة الظلال، وعناقيد جذل وبذل، ونهل، ورخاء قطوف، وثراء حروف، تكتب اسم الوطن على وجنات التاريخ شامة، وعلامة، وابتسامة، وشهامة، وكرامة.
فاسترخ يا وطن، فالسجادة حريرية والعشب أخضر، والطير يرفع النشيد عالياً، باسمك، وباسم الذين يرسمون وجهك بين العالمين، نخبوياً، واستثنائياً، لا يشبهك إلا أنت، ولا قرين لك إلا محياك الوضاء وسماتك الخالدة، وسمعتك المجيدة، وخصالك الفضيلة. فامض، وعين الله ترعاك، وترعى قيادتك، وتحفظ كل مخلص لأرضك، وسمائك.