يمضي سريعاً هذا العام، ويلملم ما تبقى من أيامه، ونحن أيضاً نجمع ذاكرة سنة رحلت، نُقلّب المواقف والأسابيع والأيام، المرتحلة بحلوها ومرها، بلحظاتها الجميلة وأحزانها، نُعدّد نجاحاتنا وخيباتنا، نقرأ ما سطّرناه في دفتر الأيام، نعاهد أنفسنا أن نتجاوز العثرات، وأن نسعى إلى الجديد الجميل، تسقط أوراق كثيرة من دفاترنا، ترحل أحداث لم نصنعها، ولكننا عشناها وتعايشنا معها، وكأننا وجدنا المسؤولية عن دوران الحياة وأحداثها، بعد عام نكتشف أننا ترس في ماكينة وعجلة الزمن، وأن دورة الحياة سوف تكتمل بنا أو بغيرنا، وأنها ماضية في طريقها مثل سفينة تعبر اليم الواسع، وللبحار والراكب والمسافر الخيار بين أن يفرح بالبحر ويعانق روحه جريان الأمواج التي لا تتوقف، أو ينتظر الثابت في مكانه، كم تغيّرنا وتغيّر المحيط، والحياة ماضية وراحلة لاستقبال عام جديد راكنة كل متحجر أو ثابت في صيرورته القديمة، جميل تعاقب هذه الأيام وجريان الشعور باختلاف فصولها وأحوالها. من يرغب أن يركب رحلة الفرح والتجديد في حياته وأيامه، فإن الزمن يفتح نوافذه وأبوابه هذه الأيام بأن يعلن فرحه وسعادته ومرحه بالأعياد الجميلة وبالسنة الجديدة، التي تأتي مثل ضوء وشمس تشرق للتو، وبأحلام كثيرة عند الحالمين والمتفائلين والمنغمسين في الخير والهناء والسعادة.
أعياد جميلة تأتي الآن، والجميل أن العالم يعلنها فترة وأزمنة للفرح، ومن هنا علينا أن نكون جزءاً من هذا العالم الذي يصنع فرحه بيده وباستقباله لكل مبهج وسعيد، فرصة صغيرة رائعة، وعلينا أن نكون مع محبي الجمال والفرح والسرور، خاصة في هذه الأرض الطيبة، الإمارات العنوان الكبير للجمال والحب والتسامح، ولعلها مناسبة فوق مناسبة تلك الدعوات الجميلة التي قدمت من أرض التسامح والحب والتأكيد عليها هذا العام، ما هو إلا تأكيد للمؤكد، وإصرار أن تظل أرض التسامح والحب على عهدها القديم وتأتي الأعياد الآن لتؤكد أن الإمارات أجمل مكان وأفضل بقعة للفرح والتسامح والسعادة.
هذه الحفاوة بالعام الجديد، وهذه البشارة بأمل جديد في كافة شؤون الحياة هي عنوان دار زايد الخير، دار الحب والابتهاج بالجديد وبالعام الجديد أيضاً.
لا مساحة أو بلد يوازي زهو الإمارات بأيامها ولياليها خاصة في شهر ديسمبر وأيام الأعياد، إنه الأمن والأمان الذي يصنعه عشاق الحياة هنا.