منذ أن بدأت صناعة السياحة في الظهور بدولة الإمارات، وهي تحقق تقدماً كبيراً عاماً بعد عام، حتى استطاعت الإمارات أن تتبوأ المرتبة الأولى في الوجهات السياحية بالشرق الأوسط، وأن تكون في المرتبة السادسة عشر على مستوى العالم، وهي مكانة كبيرة لوجهة حديثة نسبياً في عالم السياحة. كان لي حظ وشرف متابعة ظهور وتطور صناعة السياحة في تلك السنوات، وتعرفت على كوادر إماراتية في عالم السياحة بدأت من الصفر حتى أصبحوا من بين خبراء السياحة في العالم، والحق يقال أنهم عملوا بجد وتعلموا واكتسبوا الخبرات عاماً بعد عام من المشاركات الدولية والاحتكاك بخبراء العالم، حتى أصبحت الإمارات نفسها بكوادرها وأفكارها ومبادراتها مدرسة في صناعة السياحة يتعلم منها الآخرون. وكما نعرف جميعاً أن الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، لذلك أن تظل الإمارات في هذه المكانة لسنوات لم يكن سهلاً، وأن تظل الإمارات لسنوات قادمة في هذه المكانة وتتقدم خطوات جديدة أيضاً لن يكون سهلاً. لذلك من المهم جداً أن نعمل على فتح أسواق جديدة تجلب إلينا سياح جدد من دول العالم، مع الحفاظ على الأسواق التقليدية التي يأتينا منها السياح. عدد السياح في العالم يتزايد كل عام، ومنذ عامين تقريباً تجاوز عدد السياح رقم المليار سائح سنوياً.فتح أسواق جديدة ليس بالأمر السهل، ولكنه يحتاج إلى تضافر الجهود بين عدة جهات، منها المجلس الوطني للسياحة والآثار وشركات السياحة والطيران ودوائر السياحة المحلية والفنادق والمراكز التجارية، والجوازات والتأشيرات. لدينا بالفعل مقومات سياحية تستحق أكثر مما نحن فيه رغم وجودنا على القمة في المنطقة، ولدينا فرص عديدة في العالم، وهناك بالفعل مبادرات ناجحة في هذا المجال يقوم بها المجلس الوطني للسياحة والآثار، ومبادرات ناجحة أيضاً من هيئات ودوائر السياحة المحلية. ولكننا نحتاج إلى دعم هذه المبادرات كعمل سياحي قومي، وأن نوحد الجهود تحت مظلة واحدة، ووضع خطة قومية لفتح أسواق جديدة، تشارك فيها كل الجهات المعنية لمدة خمس سنوات قادمة.