جمال الخِلقة نعمة عظيمة يمنحها الله لبعض عباده، ويمنح آخرين نعماً أخرى في وجوههم، الرحمة والبشاشة والرهبة، سمات كثيرة لو تفرسنا في وجوه من حولنا جيداً لاكتشفنا أسراراً لا تستدعي معاشرة أصحابها للتأكد من امتلاكهم فعلاً هذه السمة في طباعهم. ولبعض الوجوه ملكة غير طبيعية على الوحي لمن أمامهم بأن لديهم سراً يخفي أمراً رائعاً وسعيداً، وأنهم على استعداد تام للبوح به أمامك، فقط حاول أن تسأل وستعرف الخبر المبهج. بعض أصحاب هذه الملكة يجيدون استخدامها في نشر طاقة جذابة يطلقونها عبر عيونهم المبتسمة، ومسحة الضحك التي ترتسم على وجوههم بجمال لا نظير له.
حسناً، أصحاب هذه الملكة يحركون في الآخرين خيالهم ويحفزونهم على توقع الأشياء الجميلة، ورغم عدم امتلاك أصحاب هذه الملكة سراً يمكن أن يبوحوا به، إلا أن الإيجابية التي يثيرونها فينا تتحول لطاقة جاذبة لأمر مميز ورائع وجميل سيحدث فعلًا، كما أنهم وهذا الأهم يمكنوننا من التمتع بلحظات ترقب وانتظار الجميل. أجمل الوجوه تلك البشوشة الباسمة التي تشق أخاديد الزهر على وجه البسيطة، الوجوه التي تتألق في عيونها لآلئ البهجة، وعلى خدودها تتعلق أوراق الورد، ليس أجمل من أن تراها صباحاً، تفرد لك أحضان اليوم بسره المحلق، تعيد خلط ألوان الطيف السبعة لتصبغ دروبك باللون الذي تحب، تضيء الكهوف المظلمة، تنشر في العتمة إضاءات ساحرة، تنثر الشهب في السماء الساهرة.
أنتظر عامي الجديد أن يكون له ذاك الوجه المبهر المحفز، أريد أيامه كأوراق النعناع النضرة التي تلمس شغف كل الحواس. توقع المتعة أكثر لذة من تحققها، ولنستقبل هذا العام بالأمنيات الجميلة والدعوات اللطيفة التي تنثر الحب والخير. فلتكن دعوة للأحلام والأماني في وجوه الآخرين. الأمنيات من جديد، إنها الجديد الذي لا يقدم ولا يُمل، يظل دائماً رطباً كعشب ابتل لتوه بالمطر. الأمنيات روح لطيفة يجب أن تسعدنا وترفع أرواحنا بأجنحة من النور. ولأنها بداية جديدة في عام جديد علينا أن نبحث عن أمنياتنا، ولا نجعل الأيام تمر من دون رغبة جميلة في عمل أو فعل أو قول جميل.. ولتكن في وجوهنا شيئاً يشبه تلك الوجوه النظرة الداعية للفرح.