صقر بن ناصر الريسي دبلوماسي مُحنك وابن الإمارات التي تَشرّب من قيم صحرائها وسواحلها الكرم والتواضع والاحترام واحتواء الآخر. شخصية كاريزمية من الطراز الأول، هادئ، وهدوءه يجعل للمغترب وطناً وللمريض أملاً ولِمُتَلقي العلم مجالاً. يبدأ يومه باكراً ولا ينتهي فهو لا يعرف إلا العمل وأداء واجب الوطن وإسعاد كل من يتواصل مع السفارة. هذا الشاب الوسيم مثالي في أدائه، ومثال محسوس على الدبلوماسية الثقافية وقوتها الناعمة، فهو يهتم بتفاصيل الأمور ويتابعها كما يتابع الصقر فريسته ولا يهدأ له بال حتى تكون نسبة إنجازه قد تجاوزت المتوقع.
وفي ضيافة «بو سلطان» يتعلم المرء أسلوب حياة فهو دائم التطلع لتقديم ما يستطيع؛ هاتفه لا يفارقه ويقبل دعوات الغداء والعشاء والاجتماعات في أوقاتٍ يعتقدها البعض ملكية شخصية.
سألته ذات مرة: «سعادة السفير ما هو مفهومك لظرف الزمان والمكان؟» فرد قائلاً: «ليس ثمة زمان أو مكان يُعيق عملنا؛ لقد نلت شرف تمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة التي بناها وأسسها قائد فذ هو الشيخ زايد -طيب الله ثراه- وعلينا أن نضع ما نهلناه من حكمته ومواقفة التاريخية المشرفة ومقولاته التي تركت بصماتها الواضحة على الدبلوماسية الإماراتية وسياستها الخارجية الحاضنة للسلم والأمان، ونهج قيادتنا الرشيدة التي تتبعت خطاه السامية نُصبَ أعيننا، وهم قدوة تُحتذى في العمل الجاد لتكريس منظومة السعادة وتعميم مفهوم الإنسانية على سكان كوكب الأرض، وهذا ما حقق لنا رقم 1».
بهذه الكلمات لخص لنا سعادة السفير مفهوم التسامح، والدبلوماسية الثقافية والقوة الناعمة ونموذج الإمارات الفريد في زرع السلام ونشره، وهذا منهج الشيخ زايد وعياله، حفظهم الله.
وفي منزل سعادة السفير يشعر المرء وكأنه في وطنه وبيته؛ تستقبلنا رائحة العود وتراحيب حرمه المصون التي لا تحيد عن منظومة عمل زوجها، فقد أقامت علاقاتٍ مع سيدات السلك الدبلوماسي ما وطد المودة، وكرس الاعتزاز بدور المرأة الإماراتية وريادتها وتمثيلها خارج حدود الوطن.
للعارفين أقول:
كل الشكر والتقدير ومزيد الاحترام لما يقدمه سعادة السفير صقر بن ناصر الريسي. لقد نلتَ جائزة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي بكل جدارة واستحقاق. شكراً سعادة السفير وكثر الله من أمثالك!