احتفل العالم منذ أيام قليلة بيوم السياحة العالمي، وتحديداً يوم 27 سبتمبر، وهو تاريخ إنشاء المنظمة العالمية للسياحة، فقد تحولت هذه الذكرى إلى يوم احتفالي، يحتفي فيه العالم بصناعة السياحة التي تحولت من مجرد نشاط إنساني ورغبة بشرية في المعرفة والتعارف إلى جزء من اقتصاد العالم الحديث، وإحدى دعائم الحياة. وتخطى عدد سياح العالم رقم المليار، يجوبون الأرض بحثاً عن كل ما هو جديد وممتع وثقافي وحضاري، وأصبحت السياحة علماً يدرس في الجامعات والمعاهد والمدارس، وتعيش ملايين الأسر حول العالم من صناعة السياحة. وفي هذا اليوم لابد أن نتذكر أن دولة الإمارات تمكنت من تحويل منطقة الخليج العربي إلى وجهة سياحية، بل إلى الوجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط، بعد أن كان ذلك ضرباً من الخيال. كان الخليج منطقة مصدرة للسياحة في العالم، وكان تحولها إلى وجهة سياحية فكرة تثير الابتسام وأحياناً السخرية، فما الذي يمكن أن يجعل سياح العالم يأتون إلى تلك المنطقة البترولية الصحراوية؟! ولكن الإمارات كعادتها تصنع المعجزات وتحلم وتحقق أحلامها حتى لو كانت من وجهة نظر البعض أحلاماً غير منطقية. سنوات قليلة أقل من عشرين عاماً، تبوأت فيها الإمارات مراتب متقدمة في وجهات العالم السياحية، وصدارة وجهات الشرق الأوسط والمنطقة العربية، ولم يكن ذلك صدفة أو مجرد ظاهرة، بل كانت رؤية وأفكاراً تحققت على أرض الواقع بالعلم والعمل والجهد والمال. في يوم السياحة العالمي لا بد أن نتوجه بالتحية لمن صنعوا السياحة على أرض الإمارات. وأتمنى ونحن نحتفل بهذا اليوم في العام القادم أن نبحث عن الشخصيات والأسماء الرائدة التي عملت في صناعة السياحة الإماراتية في بدايتها، ولأن نكرم الشخصيات السابقة والحالية التي لا تزال تعمل في السياحة، وأن نحتفل ببداية وضع مادة عن السياحة في مناهجنا الدراسية. وحياكم الله..