أتاحت لنا كلمة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان رئيسة مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، في اليوم الأخير من القمة العالمية للحكومات في دبي أمس، فرصة للاقتراب من النشأة والتربية في كنف سليل المجد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموها تشير إلى صفاته كقائد ملهم، يحرص على اتباع «الأسلوب الحواري في التوجيه والتربية، بسرد القصص والعبر»، ويحرص على «أن يتسلح أبناؤه بالقيم والمبادئ التي تمكنهم من اتخاذ القرارات الصائبة لمستقبلهم». وكذلك الإشارة إلى دور الأم في البيت، وهي تتحدث عن والدتها سمو الشيخة سلامة بنت حمدان، الحريصة على القراءة والاطلاع في الفن والعلوم والتاريخ والثقافات المختلفة، مما انعكس على تربية ونشأة أبنائها وأثر في علاقاتها وإخوتها بوالدتهم التي وصفتها بأنها «مثال للعطاء والمحبة والإخلاص في خدمة وطنها»، مشيرة إلى «أثر القيم والمبادئ التي اكتسبتها من والديها على نشأتها وإدارة فريق عملها».
«اختيار المستقبل الذي سنورثه» عنوان الكلمة، جسد بحد ذاته الأثر الطيب للغرس الطيب الذي صقل أجيال الغد، وهي تؤكد أن «القيم الإماراتية الأصيلة ركيزة أساسية لحاضر ومستقبل مجتمعنا».
في تلك الكلمة، كان الاعتزاز بأهمية «المجلس الذي يتوسط كل بيت إماراتي، كمكان للتلاقي والتشاور وحل المشكلات»، ومنه تتشكل الشخصية الإماراتية التي تجنح دوماً للحوار والمشاركة، قيم حرصت عليها قيادتنا الرشيدة منذ بواكير التأسيس على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قالت حفيدته في إطلالتها الأولى عبر هذه المنصة العالمية أنه «ظل متمسكاً بالقيم الأصيلة في بناء نهضة بلادنا حتى أصبحت لدينا هوية وطنية تميز مجتمعنا».
وفي تلك الكلمة، كان واضحاً تأثير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد «راعي الدار عماد البيت»، وتأثير «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. كما كانت الكلمة سانحة لتسليط الضوء على مؤسسة سلامة بنت حمدان وأهدافها الإنسانية التي أوجدتها مع أشقائها وشقيقاتها «مساحة تتيح لنا الاستمرار في تحقيق رؤى وطموحات والدتنا، لمواصلة التطوير والإبداع من أجل شعبنا»، حريصين على «التواصل والتلاحم الصادق». ومن بين سطور تلك الكلمات الزاهية تبزغ قيمة الأسرة التي حرص بوخالد على تماسكها في المجتمع، ليظل «البيت متوحداً» للأبد.