الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي حماد: أعمل على صقل مهارات الطلاب وأتقبل رسوماتهم مهما كانت

علي حماد: أعمل على صقل مهارات الطلاب وأتقبل رسوماتهم مهما كانت
28 نوفمبر 2011 22:49
لا يختلف تدريس الفنون التشكيلية عن تدريس أي مادة علمية أو أدبية وذلك لكونها تتطلب العلم والخبرة والمهارة الكافية للقيام بذلك على أكمل وجه، هذا ما أكده ضيفنا مدرس فن الرسم في مركز القطارة للفنون في مدينة العين والفنان التشكيلي علي حماد. وقبل الشروع في الحديث عن أسلوبه في تعليم طلبته هواة فن الرسم دعونا نتعرف على هويته الشخصية ومشواره مع الفن. يعود الشاب الباكستاني علي حماد، (26 سنة)، بذاكرته إلى الوراء ويقص علينا بدايات حبه للفن الذي تطور فيما بعد وصار مهنة يعتاش منها ويقول: «مشواري مع الفن بدأ مبكراً أي منذ كنت طالباً في الصفوف الأساسية الأولى، ولا تزال تعلق في ذهني إحدى رسوماتي التي أدهشت والدي وكانت تحوي غزالا حيث كان تشجيعه كبيراً لي وقتها، أما المدرسة فلم تكن في تلك المرحلة تهتم بتدريس الفن بل ينصرف اهتمامها نحو تدريس المواد العلمية والأدبية الأخرى، وبحكم أن والدي يعمل دكتوراً في الجامعة ويدرس الأدب الإنجليزي فكان كثيراً ما يجالسني ويحدثني عن أشهر الأعلام الذين أثروا الأدب والفن الإنجليزي وغيره أمثال وليام شكسبير وتشارلز ديكنز وليوناردو دافنشي.. الخ، وكان يقرأ لي عن حياتهم والظروف التي عاشوها وكيف تميزوا وأبدعوا فكنت اسمتع له بشغف وأخزن ما يقوله في ذهني بشكل تلقائي، وأحاول في نفس الوقت تقليد الصور الموجودة في كتب وروايات هؤلاء الأدباء بقلمي الصغير الذي كان لايزال يحبو ويتخبط في خطواته». صديق والدي ويستطرد حماد: «الرسم لم يكن من مواهب وهوايات والدي لكن ذلك لم يمنعه من تحفيزي ودعمي لتنمية موهبتي، حيث عمد إلى الاستعانة بأحد أصدقائه وهو أستاذ تربية فنية بحكم أنه كان يوما من طلبته في الجامعة وطلب منه أن يطور قدراتي ويصقلها، وفعلا كان يأتي لزيارتنا كل يوم وأجلس معه وأنا في غاية السعادة لأنني سأتعلم شيئاً أحبه ويكاد يسيطر على تفكيري وعقلي بل ومستقبلي، وبعد أن وصلت إلى مرحلة متقدمة في فن الرسم على يد صديق والدي، اخترت دراسة الفن التشكيلي في إحدى جامعات باكستان، ولم أنل أي رفض من والدي وأسرتي عموماً كما تفعل بعض الأسر التي ترفض تدريس أبنائها غير التخصصات التي يعتقدون أنها تحقق لأبنائهم مكانة اجتماعية مرموقة مثل الطب والهندسة، ويعتبرون الفن نوعاً من الكماليات ولا يمنح صاحبه تلك المكانة الاجتماعية العالية! بحر واسع ويبين حماد أن سنوات الجامعة الأربع كانت مقسمة إلى قسمين، حيث درس في أول سنتين جميع أنواع الفنون، من رسم وتشكيل ونحت وتصوير وغيرها، وتلا ذلك في السنتين الأخيرتين التخصص في إحدى تلك الفنون فاختار علي التخصص بفن الرسم على أساس أنه الأقرب والأحب إلى نفسه، وهنا اكتشف أن فن الرسم ليس مجرد رسم وتلوين بل هو بحر واسع وله أصوله وقواعده وتاريخه عبر العصور، ما يعني أنه درس تاريخ الفن وما يسمى بالفن الحديث والمعاصر والحركات أو المدارس التي انبثقت عنه ليشكل له ذلك كله مخزوناً ثقافياً عميقاً استفاد منه في تنمية مهاراته وتوسيع مداركه الفنية، سواء في لوحاته التي لم يتوقف عن رسمها منذ بدأ يتغلغل الفن في روحه أو في تدريسه للفن فيما بعد. ويشير علي إلى أنه حظي بفرصة عمل في دبي بعد تخرجه من الجامعة مباشرة، لتكون تجربته الأولى في تدريس فن الرسم في أحد المعاهد بدبي تجربة مميزة شق من خلالها طريقه في عالم جديد يدخله لأول مرة، لكنه استطاع بجدارة أن يثبت نجاحه فيه ويعلل السبب في ذلك بأنه لم يدرس الفن ليعتاش فحسب بل لأنه يحب ويرغب في تعليم الصغير والكبير كيف يتعامل مع الريشة والألوان وكيف يفجر الإبداع المدفون في أعماقه.. وفي ذات السياق يخبرنا: «لقد وجدت نفسي مدرساً محترفاً بالفطرة، لعل ذلك يعود إلى تأثري بوالدي ذلك الأستاذ الناجح الذي يفيض منه العطاء، أو لأنني أعشق الفن ولا أشعر أنني آت إلى المعهد لأمارس مهنتي بل لأمارس هوايتي وأقضي ساعات جميلة وأنا أدرس الطلبة من مختلف الجنسيات والأعمار وأرشد هذا وأثني على ذاك، وأوضح لهم الأخطاء الموجودة في رسوماتهم، وكيف يصححونها ويرتقون بمستواهم نحو الأفضل»؟ أسلوب جديد ومحبب الأمر لا يختلف كثيراً لدى علي حماد بعد انتقاله للعمل في مدينة العين حيث التحق بمركز القطارة للفنون كمدرس للفن فيه منذ افتتاحه في شهر مارس الماضي، ويعترف علي بأن الإقبال في دبي على تعلم فن الرسم أكثر بكثير منه في مدينة العين، ويرجح السبب في ذلك نظراً للاهتمام الأكبر بالفن والفنانين عبر كثرة المعارض المقامة لهم في دبي، أما في مدينة العين فلا تزال تجربتها محدودة لكنها تنمو يوماً بعد يوم فالإقبال موجود على تعلم الرسم وإن قل. ويؤكد علي على أنه يسعى إلى تحبيب الطلبة المنتسبين إلى المركز بفن الرسم ويشجعهم على استمرارية الحضور للاستفادة من الدروس التي يبذل قصارى جهده فيها، ويلفت إلى أنه يتعامل معهم كصديق وليس كمعلم فتجده يحضر لهم في كل مرة طريقة وأسلوبا جديدا محببا ومشوقا ليتعلموا خلاله مهارة جديدة لم تكن لديهم من قبل، ويحدثهم عن كبار الرسامين ليشحذ هممهم ويرسم أمامهم ليقتنص فضولهم ورغبتهم في التقليد، ويحرص على أن يكون حديثه معهم إيجابياً لا منفراً فبينما يتجول بين الطلبة الذين قد يكونون طلاب مدارس أو موظفين أو ربات بيوت ويقف عند كل واحد منهم ويلاحظ قدراته ويوجهها ولا يظهر نفوره من رسومات أحد حتى لا يحبطه ويقتل دافعيته بل يبني السلوك والمهارة الصحيحة في نفوسهم بالكلمة الطيبة اللبقة. أسلوب خاص في الرسم يقول علي حماد، عن أسلوبه الخاص في الرسم والألوان التي يفضلها: «أنا من محبي الأسلوب أو المدرسة الواقعية ، فتجدني أرسم كل شيء موجود في حياتنا سواء رأيته في الماضي أو يحضر أمامي في ذات اللحظة التي أرسم فيها سواء كان ذلك شخصيات أو طبيعة أو حيوانات.. الخ، وقد أدخل الخيال إلى بعض اللوحات ولكن بشكل بسيط جدا، أما الألوان التي أفضلها فهي الألوان الزيتية التي تشعرني بأنها قادرة على إيصالي إلى ما أريد، ولا يعني ذلك أنني أشترط على طلبتي التقيد بما أحب من أسلوب وألوان خاصة بي، بل أتنقل بهم بين مختلف المدارس الفنية وأعلمهم كيف يستخدمون جميع أنواع الألوان ليختاروا في النهاية ما يحبونه، لأساعدهم على اعتماده كأسلوب خاص بهم عندما يسيرون في طريق الاحتراف».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©