الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحوسبة الكمية ساحة جديدة لتنافس البنوك الأميركية

الحوسبة الكمية ساحة جديدة لتنافس البنوك الأميركية
8 يناير 2020 00:16

شريف عادل (واشنطن)

بعيداً عن مخاوف الركود، وتأثر أسواق المال العالمية بالأحداث الجيوسياسية حول العالم، وربما تحسباً لها، تبذل البنوك الأميركية حالياً جهوداً مكثفة في الأبحاث المتعلقة بالحوسبة الكمية Quantum Computing، بعد تزايد الثقة في إمكانية تحقيق نقلات نوعية لديها باستخدام تقنياتها المتقدمة.
ودخلت بنوك «جولدمان ساكس»، و«جي بي مورجان»، ومجموعة «سيتي بنك»، على خط تطوير أعمالها باستخدام تقنيات العلم الجديد، الذي يسمح لها بقياس على درجة عالية من الدقة، ولحظة بلحظة، للمخاطر التي تكتنف أي عملية تقوم بها، وأي مركز مالي ينشأ عنها، كما إدارة تلك المخاطر، بعيداً عن تدخل العنصر البشري، بهفواته وانحيازاته، المقصود منها وغير المقصود.
ولا تتوقف مزايا إدخال العلم الجديد إلى المؤسسات المالية عند قياس المخاطر وإدارتها، وإنما تمتد لتشمل عمليات المتاجرة التي تقوم بها البنوك، من خلال شراء وبيع ما ترغب فيه من أصول مالية، تشمل العملات الرئيسة والذهب والفضة والأوراق المالية، كما العديد من المشتقات المالية، والتي أصبحت تعتمد بشكل كبير على برامج، يتم من خلالها تسخير الحوسبة الكمية، للمساعدة في اتخاذ القرار وتحديد توقيته.
وبعد عقود من اعتماد البنوك على التحليل الفني Technical Analysis، والتحليل الأساسي Fundamental analysis في اتخاذ قرارات المتاجرة، جاء العلم الجديد ليمكن المتعاملين في أغلب الأصول المالية من اتخاذ القرار باستخدام رؤية ثلاثية الأبعاد للأسواق، تشمل التحليل الفني والتحليل الأساسي وتحليل العلاقات بين المتغيرات في نفس الوقت وفي زمن قياسي، وتحولت البنوك التي كانت تطلب للتعيين في وظائف المتاجرة لديها من هم على دراية بأنواع التحليل الفني، أو دارسي الاقتصاد والتجارة، إلى طلب متخصصين في علم الحوسبة الكمية، من أجل تصميم برامج المتاجرة، أو على أقل تقدير تنفيذ ما تمليه عليهم تلك البرامج في الأسواق.
وقال بول بوركارد، الباحث في بنك «جولدمان ساكس»: إن البنك ضاعف من جهوده، التي بدأت قبل خمس سنوات، خلال العام الأخير، بعد اطلاعه على العديد من الأجهزة المتقدمة، التي يمكنها استخدام تقنيات الحوسبة الكمية لإحداث طفرات كبيرة، معتبراً أن هناك احتمالية كبيرة أن تلعب التقنيات الجديدة دوراً محورياً في نشاط المتاجرة في البنوك في السنوات القادمة.
وفي حين تركز الجهود البحثية للبنوك، على محاولة تصميم أنواع جديدة من الخوارزميات، التي يمكن تشغيلها على أجهزة الحوسبة الكمية، للاستفادة من طبيعتها الاحتمالية في تحليل عدد كبير من النتائج المحتملة واختيار أفضلها، بدلاً من اتباع المسارات المنطقية الدقيقة للحواسب الآلية التقليدية، يرتكز العمل بتلك التقنيات حالياً على ما يسمى بمحاكاة مونت كارلو، وهي تقنية رياضية معقدة، تقوم بها البنوك يومياً لتقييم المخاطر لديها، كما تسعير العديد من المشتقات صعبة التقييم، عن طريق وضع نماذج للمتغيرات العشوائية أو مدخلات الحاسب الآلي، مع استخدام التوزيعات الاحتمالية المعتادة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©